أدمع قد غرين بالهملان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أدْمُعٌ قَدْ غُرِينَ بالهَمَلانِ، | وَفُؤادٌ قَدْ لَجّ في الخَفَقَانِ |
إنَّ يَوْمَ الكَثِيبِ أفْقَدَنَا نَضْـ | ـرَةَ تِلْكَ القُضْبَانِ والكُثْبَان |
باِفتِرَاقٍ ألَمّ بَعْدَ اجْتِمَاعٍ، | وَتَنَاءٍ أقَامَ بَعْدَ تَدانِ |
إبْكِيَا هَذِهِ المَغَاني التي أخْـ | ـلَقَهَا بُعْدُ أَهْلِها المْرِزَمَانِ |
أُسْعِدَ الغَيْثُ إذْ بَكَاها وإنْ كَانَ | خَلِيّاً مِنْ كُلّ مَا تَجِدَانِ |
جَادَ فِيهَا بِنَفْسِهِ، فاستَجَدّتْ | حُلَلاً مِنْهُ، جَمّةَ الألْوَانِ |
فَهْيَ تَهْتَزُّ بَيْنَ إفْرِنْدِهِ الأخْـ | ـضَرِ، حُسناً، وَوَشْيِهِ الأُرْجُوَاني |
في سَمَاءٍ مِنْ خُضرَةِ الرّوْضِ فيها | أنجُمٌ مِنْ شَقَائِقِ النّعْمَانِ |
واصْفِرَارٍ مِنْ لَوْنِهِ، وابيضَاضٍ | كاجتِمَاعِ اللُّجَيْنِ والعِقْيَانِ |
وتُرِيكَ الأحْبَابَ يَوْمَ تَلاقٍ، | باغْتِبَاقِ الحَوْذانِ والأُقْحُوَانِ |
صَاغَ منها الرّبيعُ شَكْلاً لأخْلا | قِ حُسينٍ ذي الجودِ والإحسانِ |
فَكَأنّ الأشْجَارَ تَعْلُو رُبَاهَا | بنَثيرِ اليَاقُوتِ، والمَرجَانِ |
وَكأنّ الصَّبَا تَرَدّدُ فيها | بِنَسِيمِ الكَافُورِ، والزّعْفَرَانِ |
قد تَصَابَيْتُ، فاعذِرِي، أوْ فَلُومي، | لَيْسَ شيءٌ سِوَى الصّبَا من شَاني |
وَتَذَكّرْتُ وَافِدَ الشَّيْبِ فاستَعْـ | ـجَلتُ حَظّي في الرّاحِ والرَّيحانِ |
عِندَ عَدْلٍ مِنَ الزّمانِ إذا اسْتَقْـ | ـبَلَ خَيْرٌ مِنِ اعتِدَالِ الزّمانِ |
وَلَقَدْ أمْزُجُ المُدامَ بِفَتْرٍ، | بَلْ بسِحرٍ مِنْ مُقلَتَيْ أرْسَلانِ |
وأُعاطي كُؤوسَها المَلِكَ الأبْـ | ـلَخَ، فِعلَ النَّدْمَانِ والنَّدْمَانِ |
فكأنّي أُنَادِمُ القَمَرَ البَدْ | رَ عَلَيْها، في ذَلِكَ الإيوَانِ |
يَزْدَهِيهِ مِنَ العُلاَ كِبْرِيَاءٌ | فيهِ، أنْ يَزْدَهي على الإخْوَانِ |
وَعَلَيْهِ مِنَ النّدَى سِيميَاءٌ، | وَصَلَتْ مَدْحَهُ بكُلّ لِسَانِ |
غَمَرَتْهُ جَلالَةُ المُلْكِ، واستَوْ | لَتْ عَلَيْهِ شَمَائِلُ الفِتْيَانِ |
وَاصِلٌ مَجْدَهُ بِعِقْدِ الثّرَيّا، | وَيَداهُ بالجُودِ مَوْصُولَتَانِ |
يَا أبَا القَاسِمِ المُقَسِّمِ في المَجْـ | ـدِ ليَوْمِ النّدَى وَيَوْمِ الطّعانِ |
قَدْ وَرِثْتَ العَلياءَ عَن أَرْدَشِيرٍ، | وَقَبَاذٍ، وَعَنْ أنُوشِرْوَانِ |
وأرَى اللّيْلَ والنّهَارَ سوَاءً، | حينَ تَبدو بوَجهِكَ الإضْحِيانِ |