أحرام أن ينجز الموعود
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أحَرَامٌ أنْ يُنْجَزَ المَوْعُودُ | مِنكِ، أو يَقرُبَ النّوَالُ البَعيدُ |
وَوَرَاءَ الضُّلُوعِ مِن فَرْطِ حُبّيـ | ـكِ غَرَامٌ يُبلي الحَشَا وَيُبِيدُ |
إنّمَا يَستَميحُ نائِلَكِ الصّبُّ | وَيَشكُو الهَوَى إلَيكِ العَميدُ |
غَرّهُ وَعْدُكِ السّرَابُ، وَعَادَى | بَينَ جَفنَيْهِ قَلْبُكِ الجُلْمُودُ |
مَنْ عَذِيري مِنْهَا تَبَدّدَ لُبّي | بَينَ عادَاتِهَا التي تَسْتَعِيدُ |
خَلَطَتْ هِجْرَةً بوَصْلٍ، ففي القر | ب بعاد، وَفي الوِصَالِ صُدُودُ |
وانثَنَتْ وِجهَةَ الفِرَاقِ فأرْسَلْـ | ـتُ إلَيها عَيناً، علَيها تَجُودُ |
نَظرَةٌ خَلفَها الدُّمُوعُ عَجَالا، | تَتَمادَى وَدُونَها التّسهيدُ |
أتَرَى فائِتاً يُرَجّى وَيَوماً | مِثْلَ يَوْمِي بِرَامَتَيْنِ يَعُودُ |
وَصَلَتْنَا بالفَتْحِ فَتْحِ بنِ خاقا | نَ خِلالٌ، مِنها النّدى والجُودُ |
أرْيَحيُّ، إذا غَدَا صَرَفَتْهُ | شِيَمُ المَكْرُمَاتِ حَيْثُ يُرِيدُ |
كُلَّ يَوْمٍ يَفِيضُ في مُجتَديهِ | نَشَبٌ طارِفٌ، وَمَجْدٌ تَلِيدُ |
وَيَقيهِ ذَمَّ الرّجالِ، إذا شَا | ءَ رِجَالٌ عَنِ المَعالي قُعُودُ |
خُلُقٌ، يا أبَا مُحَمّدٍ، استَأ | نَفْتَ منهُ مَكَارِماً، ما تَبِيدُ |
حادَ عَن مَجدِكَ المُسامي وأمعَنـ | ـتَ عُلُوّاً فَصَدّ عَنكَ الحَسُودُ |
عِشْ حَمِيداً، فَما نَذُمُّ زَمَاناً | جارَنا فيهِ فِعلُكَ المَحْمُودُ |
أخذَتْ أمنَها من البؤسِ أرْضٌ | فَوْقَها ظِلُّ سَيْبِكَ المَمْدُودُ |
ذَهَبَتْ جِدّةُ الشّتَاءِ وَوَافا | نا شَبيهاً بكَ الرّبيعُ الجَديدُ |
أُفُقٌ مُشرِقٌ، وَجَوٌّ أضَاءَتْ، | في سَنَا نُورِهِ، اللّيالي السُّودُ |
وكأنّ الحَوْذانَ، والأُقْحُوَانَ الـ | ـغَضّ نَظْمانِ: لُؤلُؤٌ وَفَرِيدُ |
قَطَرَاتٌ منَ السّحابِ وَرَوْضٌ، | نَثَرَتْ وَرْدَها عَلَيهِ الخُدُودُ |
وَلَيالٍ كُسِينَ مِنْ رِقّةِ الصّيْـ | ـفِ، فخُيّلْنَ أنّهُنّ بُرُودُ |
ألرياحُ التي تَهُبُّ نَسِيمٌ، | والنّجُومُ التي تُطِلُّ سُعُودُ |
وَدَنَا العِيدُ، وَهوَ للنّاسِ، حَتّى | يَتَقَضّى، وأنتَ للعيدِ عِيدُ |