وبـلـدة ٍ فـيـهـا زَوَرْ،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
وبـلـدة ٍ فـيـهـا زَوَرْ، | صـعــراءَ تـخطي في صَـعَـرْ |
مرْتٍ، إذا الذئْبُ اقتَفَرْ | بها من القوْمِ الأثَرْ |
كان له من الْجُزُرْ، | كلّ جنينٍ ما اشتكَرْ |
ولا تَـعَـلاّهُ شَـعَـــرْ | ميْتُ النَّسا، حيّ الشَّفَرْ |
عسَفْـتُهـا عـلى فـَـطَـرْ ، | يـهـزّهُ جِــنّ الأشَــرْ |
لا مُـتَشَــكٍّ مـن سَــدَرْ، | ولا قــريـبٌ مـنْ خَــوَرْ |
كأنّهُ بعد الضُّمُرْ، | وبـعـدَ مـا جـالَ الضُّـفُــرْ |
وراحَ فَـيْءٌ فَـحَـسَــرْ، | جأتَ رُبَاعِ الْمُثّغَرْ |
يحْـدو بحُقْـبٍ كـالأكَــرْ ، | تَــرى بـأثْـبَــاجِ القُـصُـرْ |
منهـنّ تـوْشـيمَ الجُــدَرْ ، | رَعَيْنَ أبْكارَ الْخُضَرْ |
شـهْـرَيْ ربيـعٍ وصـفــرْ ، | حتى إذا الفحْـلُ جَـفَــرْ |
وأَشْـبَــهَ السّـفْـيُ الإبَــرْ ، | ونشّ إذْخــارُ النُّـقَــرْ |
قلْنَ له ما تأتمِرْ، | وهـنّ إذْ قُـلْـنَ أشِــــــرْ |
غير عَواصٍ ما أمَرْ، | كأنّها لمنْ نَظَرْ |
وَكـبٌ يَـشيـمـون مـطَــرْ، | حتى إذا الـظلّ قـصُــرْ |
يـمّـمْـنَ من جنْبَـي هَـجَــرْ | أخضرَ، طمّامَ العكرْ |
وبين إخْفاقِ القَترْ | سارٍ، وليسَ للسمَرْ |
ولا تِلاواتِ السوَرْ | يمْـسَـحُ مشـرْنَــانـاً يُـسُـرْ |
زُمّـتْ يـمشـزورِ الـمِــرَرْ | لامٍ كحلْقُومِ النَّغَرْ |
حتى إذا اصْــطَـفّ السَّـطَرْ | أهْدى لهَا لوْ لمْ يُجرْ |
دهْـيـاءَ يحْـدوهـا الـقـــــدَرْ ، | فـتـلك عيْـني لم تــذرْ |
شِبْهاً، إذا الآلُ مَهرْ، | إلـيْـكَ كـلّـفْـنـا الـسّـفَــرْ |
خــوصـاً يـجـاذين النُّـخَـرْ، | قـد انـطـوَتْ منهـا السُّـررْ |
طيَّ القراريّ الحِبَرْ، | لـم تَـتَـقَـعّـدْهـا الــطِّـيـَـــرْ |
ولا السنيـحُ المـزْدَجَـرْ ، | يـافـضــلُ للقـوْم الـبُــطُـرْ |
إذ ليس في الناس عَصَرْ، | ولا من الــخــوْفِ وَزَرْ |
ونــزلتْ إحــدى الكُــبَـرْ، | وقِيلَ صمّاءُ الغِيَرْ |
فالناسُ أبناءُ الحذَرْ، | فــرّجْـت هـاتيـكَ الغُــمَـرْ |
عنّـا ، وقـد صــابـتْ بِـقُـرْ ، | كالشمس في شخص بشَرْ |
أعْلى مجاريكَ الخطَرْ، | أبوكَ جَلّى عن مُضَرْ |
قامَ كريماً فانْتَصَرْ | و الخــوْفُ يقْــري ويــذَرْ |
لـمـا رأى الأمـرَ الـذًّكــرْ، | مـاحسّ من شيءٍ هـبَـــرْ |
وأنْتَ تَقْتافُ الأثَرْ | مـن ذي حُـجــولٍ وغُـــرَرْ |
مُعيدُ وِرْدٍ وصَدَرْ، | وإنْ عَلا الأمرَ اقتدَرْ |
فـايْنَ أصْـحابُ الغُـمــرْ ، | إذ شَرِبوا كأس المِقَرْ |
أصْـحَـرْتَ إذ دبّـوا الخَـمـرْ | شـكــراً ، وحرٌّ من شـكــرْ |
فالله يُعْطِيكَ الشّبرْ، | وفي أعاديكَ الظّفَرْ |
والـلـهُ من شــاء نـصَــرْ ، | وأنتَ إن خفْـنـا الحَصَــرْ |
وهــرّ دَهْـرٌ وكَـشَــرْ | عن نـاجِــذَيْـهْ ، وبَــسَــــرْ |
أغـنيـتَ مــا أغـنـى المــطرْ | وفيكَ أخلاقُ اليَسَرْ |
حتى ترَى تلكَ الزُّمَرْ | تـهْـوي لأذقــــانِ الثّغــــرْ |
من جذْبِ ألوَى لو نترْ | إليـهِ طــوداً لا نــأطَـــرْ |
صعْباً، إذا لاقى أبَرْ، | وإن هـفـا الـقـوْمُ وقـــرْ |
أو رهبوا الأمْرَ جَسَرْ، | ثمّ تسَامَى فَفَغَرْ |
عن شِقشِقٍ ثمّ هدَرْ، | ثمّ تَجَافَى فَخَطَرْ |
بذي سِبيبٍ وعُذْر، | يـمـصَـعُ أطــرافَ الإبَـرْ |
هل لك، والْهَلُّ خِيَرْ، | فـيمـنْ إذا غِـبْتَ حَـضَـرْ |
أو نالك القومُ أثَرْ، | وإن رأى خـيـراً نَــشَـــرْ |
أو كان تقصيرٌ عَذَرْ |