حاجة ذا الحيران أن ترشده
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حاجةُ ذا الحَيرَانِ أنْ تُرْشِدَهْ، | أوْ تَترُكَ اللّوْمَ الذي لَدَّدَهْ |
يَمْضي أخُو الحُبّ على نَهْجِهِ، | فَنّدَهُ في الحُبّ مَنْ فَنّدَهْ |
وَيُعْرَفُ المَرْذولُ مِنْ غَيرِهِ، | بمَنْ لحَى المَتْبُولَ أوْ أسعَدَهْ |
لا أدَعُ الأُلاّفَ أشْتَاقُهُمْ، | واللّهْوُ أنْ أتْبَعَ فيهِمْ دَدَهْ |
وَلاَ التّصَابي أرْتَدي بُرْدَهُ، | وَمَشْهَدُ اللّذّاتِ أنْ أشهَدَهْ |
والدّهْرُ لَوْنَانِ فَهَلْ مُخْلِقٌ | أبيَضَهُ باللبسِ، أوْ أسْوَدَهْ |
يا هَلْ تُرَى مُدْنِيَةً للهَوَى، | بمَنْبِجٍ، أيّامُهُ المُبْعِدَهْ |
نَشَدْتُ هذا الدّهرَ لَمّا ثَنَى | يُصْلِحُ مِنْ شأني الذي أفسَدَهْ |
مَذَمّةٌ مِنْهُ تَغَمّدْتُهَا | بالصبر حتّى خُيّلَتْ مَحمَدَهْ |
فَرّقَ بَينَ النّاسِ في نَجرِهِمْ، | ما يُعظِمُ العَبْدُ لَهُ سَيّدُهْ |
وأنجُمُ الأفْقِ نِظَامٌ، خَلاَ | ما خَالَفَتْ أنْحُسُهُ أصْعُدَهْ |
لا أحْفِلُ الأشْبَاحَ، حتّى أرَى | بَيَانَ ما تأتي بهِ الأفْئِدَهْ |
والبُخْلُ غلٌّ آسرٌ بَعْضَهُمْ، | يُقصِرُ عَنْ نَيلِ المَساعي يَدَهْ |
وَمُغْرَمٍ بالمَنْعِ أُغْرِمْتُ بالْـ | إعرَاضِ عَنْ أبْوَابِهِ المُوصَدَهْ |
أصُونُ نَفْساً لا أرَى بَذْلَهَا | حَظّاً، وأخلاقاً سَمَتْ مُصْعِدَهْ |
ما استَنّ عَبدُ الله أُكرومَةً، | إلاّ وَقَدْ نَازَعَها مَخْلَدَهْ |
أُنْظُرْ إلى كلّ الذي جاءَهُ، | فإنّهُ بَعْضُ الذي عُوّدَهْ |
سَوَابِقٌ مِنْ شَرَفٍ أوّلٍ، | أكّدَهُ الأعْشَى بما أكّدَهْ |
والمَجْدُ قَد يأبَقُ مِنْ أهْلِهِ، | لَوْلا عُرَى الشّعْرِ الذي قَيّدَهْ |
إذا تأمّلْتَ فَتَى مَذْحِجٍ | مَلأتَ عَيْناً رَمَقَتْ سُؤدَدَهْ |
وَاحِدُ دَهْرٍ إنْ بَدَا نَائِلاً، | ثَنَاه في الأقْوَامِ، أوْ رَدّدَهْ |
متى اختَبَرْنَاهُ حَمِدْنا، وَقَدْ | يُخرِجُ ما في السّيْفِ مَنْ جَرّدَهْ |
تَرَى بِهِ الحُسّادُ، من سَرْوِهِ، | ناراً على أكبادِهِمْ مُوقَدَهْ |
إنّ القَنانيّ، وإنّ النّدَى | تِرْبا اصْطِحَابٍ، وأُخَيّا لِدَهْ |
تَعَاقَدا حِلْفاً عَلى وَفْرِ ذي | وَفْرٍ، إذا جَمّعَهُ بَدّدَهْ |
فالفِعْلُ فَوْتُ القَوْلِ، إنْ فَاضَ في | عَارِفَةٍ، والجُودُ فَوْتُ الجِدَهْ |
أنجَحُ ما قَدّمَ مِنْ مَوْعِدٍ | مُشَيَّعٌ، يُصْدِرُ ما أوْرَدَهْ |
إذا ابْتَلَى، يَوْمَ جَداهُ، امرؤٌ | أغْنَاه عَنْ أنْ يَتَرَجّى غَدَهْ |
طَوْلٌ، إذا لمْ يَستَطعْ شُكرَهْ | هَمُّ لَئيمِ القَوْمِ أنْ يَجحَدَهْ |
يُشرِقُ بِشراً وَهْوَ في مَغرَمٍ، | لَوْ مُنيَ البَدْرُ بِما رَبّدَهْ |
ضَوْءٌ لَوَ انّ الفَلَكَ ازْدادَ في | أنجُمِهِ مِنْهُ لَمَا أنْفَدَهْ |
بَقيتُ مَرْغُوباً إلَيْهِ، وإنْ | جِئْتُ بِبِنتِ الجَبَلِ المُؤيِدَهْ |
ما كنتُ أخشاكَ على مِثْلِها، | أنْ تُسقِطَ الرّزْقَ وَتَنْسَى العِدَهْ |
إنْ كانَ عَنْ وَهْمٍ رَضِينا الذي | تَسخَطُهُ، أوْ كَانَ عن مَوْجِدَهْ |