أرنى العجائبَ يا أباها
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أرنى العجائبَ يا أباها | فكَبَخْصِ عيني أنْ أراها |
وأجل بعينى ثمّ قلـ | ـبى ذا جواهُ وذى قذاها |
أرنى فبين جوانحى | ممّا تُرينِيهِ لَظاها |
فى كلِّ يومٍ من نوا | ئِبَ طارقاتٍ لي سُراها |
مالي أُقيمُ على منا | زلَ أوحشتْ ممّنْ ثواها |
وتبدّلتْ غيرَ الّذى | قد كنتُ أعهدُ من حلاها |
آوى هواها بعد ما | ـما كنتَ تبغي في سِواها |
دمنٌ إذا مرّ اللّبيـ | ـبُ على نواحيها طَواها |
وكأنَّه يأتي الحُتو | فَ أوِ الخسوفَ إذا أتاها |
وإذا الفتى ملكَ اختيا | راً في مآربهِ عَداها |
لكَ عِبرَة ٌ فيمنْ عَرَتْـ | ـهُ وعبرة ٌ فيمن عراها |
هيهات منك إذا نَزَلْـ | ـتَ بها على سغبٍ قراها |
في قفرة ٍ فَقدتْ بها | عيني، وقد تاهتْ، ضِياها |
عرِّجْ على الأبواءِ منْ | عيسٍ نجوتَ به خطايا |
وكأنَّها في قَفرة ٍ | عصفٌ تصفّقهُ صباها |
ولقد عَفَتْ من قبلِ أنْ | أوفتْ فقلْ لى من عفاها |
قلْ للقطين بعقرها | وهو المواصِلُ لِمْ جَفاها؟ |
لِمْ ملَّها من غيرِ جُر | مٍ كان منها لمْ قلاها ؟ |
من بعد ما كان المعرّ | سَ والمحبّسَ لمْ نآها ؟ |
سَلْهُ لتعرفَ غَيْبَهُ | لِمْ باعَها لمّا اشتراها؟ |
ولقد لبستُ بها الغَضا | رة َ والنّضارة َ فى دماها |
وعقيلة ٍ مالى إذا | ما زرتها إلاّ هواها |
وإذا تمنّتْ لم يَجُزْ | خَلْقي وأخلاقي مُناها |
مالي مَقيلٌ عند حَسْـ | ـناءِ اللَّمَى إلاّ حشاها |
ولى َ الغصونُ من الشّيبـ | ـبة ِ لا أُحاذرُ مِنْ ذَواها |
وإذا سخطتُ فليس لى | من كاعبٍ إلاّ رضاها |
فالآن أدعى شيخها | من بعد أنْ أدعى فتاها |
لا أطْعَمَ الرَّحمانُ دا | راً للهوانِ ولا سقاها |
وافتَرَّ عنها كلُّ فا | تحة ٍ بماءِ المزنِ فاها |
فالفقرُ فيها للغنى | خيرٌ كثيرٌ من غناها |
فإذا رهنتَ القربَ منـ | ـها والدُّنوَّ على نَواها |
آمنتَ نفسك طولَ عمـ | ـرك من شجاها أو أساها |
ومعاشرٍ قبلوا بها | عن عِزِّ أنفسهمْ رُشاها |
وتعوَّدوا أنْ يأخذوا | بضراعة ٍ منها جداها |
والذّلُّ فى الدّنيا لمنْ | إمّا اتَّقاها أوْ رجاها |
خفيتْ فما تدرى لحيـ | ـرتنا خَساها مِنْ زَكاها |
سِ وليس يقنعها شواها | |
ما للعيونِ عيوننا | فيهنّ حَظٌّ مِن كَراها |
وكأنّما عَشِيَتْ ولمْ | يلممْ بها هرماً عشاها |
وبِنًى يقولُ خبيرُها: | شلّتْ أناملُ من بناها |
وأهاضبٌ ما كان إلاّ | فى الحضيضة ِ من علاها |
وأكاذبٌ دَنِسَتْ مَدا | رعُ من تلاها أوْ رواها |
كم غُطِّيَتْ بتجمُّلٍ | للسّامعين فما غطاها |
أينَ الذين تبوَّؤوا | مِن هذه الدُّنيا عُلاها؟ |
ولهمْ أناملُ لم يفضْ | فى المجدِ بين سوى حباها |
ما أمسكتْ يومَ الوغَى | إلاّ ظباها أوْ قناها |
ولهمْ إذا اجتنبتْ شرا | رُ الحربِ منها مصطلاها |
وكأنّما أحداقهمْ | حنقاً على حنقٍ جذاها |
لِ معاشرٍ ألقتْ عصاها | |
أرْوَوْا صَداها بالنَّجيـ | ـعِ وأشبعوا لحماً طواها |
لم يَسكنوا إلاّ قِلا | لاً ليس يرقى مرتقاها |
وإذا الوغى دارتْ بمكـ | ـروهٍ ومحبوبٍ رَحاها |
لم يأخذوا لنفوسِهمْ | إلاّ مناها أوْ رداها |
من كلِّ وضّاحٍ إذا | عرضتْ له ريبٌ أباها |
بلغَ النَّهاية َ في الورى | وكأنّه ما إنْ تناهى |
وإذا تولَّى خُطَّة ً | عن قومِه فَرْداً كفاها |
ولَطالما أَكْدى الرِّجا | لُ الحافرون إذا أَماها |
وعموا عن العلياءِ شا | هقة َ المحلِّ وقد رآها |
ما كان يومَ عظيمة ٍ | إلاّ أباها أوْ أخاها |
كانوا نجومَ الأرضِ سا | مقة ً وهمْ موتى ثراها |
طُرحوا بحالِكة ٍ جَوا | نبُها دَحاها مَن دَحاها |
يمحوهمْ بالرّغمِ منْ | آنافهمْ منها بلاها |
دَرَجوا فما للعينِ بَعْـ | ـدَ فراقِهم إلا بُكاها |