هل ليالي بالمنقى رجوعُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هل ليالي بالمنقى رجوعُ | مثلما كنّ لي ونحن جميعُ؟ |
زَمنٌ راعني تذكُّرُهُ الثّا | وي وإنْ كانَ ماضياً لا يَريعُ |
كم إليهِ لذاكريهِ حنينٌ | وعليه لناظريه دموعُ |
ونزاعٌ ما إن يخاف وإن أك | ـثَرَ عُذّالَه إليهِ النُّزوعُ |
حبَّذا ظلُّه ونحنُ ومَن نَهْـ | ـوَى فريقانِ: حافظٌ ومُضيعُ |
إذْ قناتي ممتدَّة ٌ وشَفيعي | مِن شبابي إلى الحسانِ شَفيعُ |
ساحباً بالبقيع من نشواتي | فضل ثوبي إذ البقيعُ بقيعُ |
وطنٌ طاب جوّه وثراه | فكأنّ المصيف فيه ربيعُ |
لا أريد الصّديق في مشهديعي | ني كليلٌ وفي المغيب قطوعُ |
حسنٌ منه مابدا وقبيحٌ | وكلُّ شئٍ تجنُّ منه الضلوعُ |
وإِذا ما نَكِرْتُ أرضاً فإنِّي | لارتحالٍ عن أهلها مُستطيعُ |
بخليل جفا على َّ خليلٌ | وربوعٍ نَبَتْ برَحْلي ربوعُ |
وقرا كلِّ جسرة ٍ تحمل اله | م فتنجو وماعلاها القطيعُ |
تصلُ الوَخْدَ بالوجيفِ وسِيّا | نِ هجيرٌ في سيرِها وهَزيعُ |
يَحسَبُ الجاهلُ المضلَّلُ أنِّي | إن غلابي البعاد سوف أضيعُ |
بعد أن سارت الرّكاب بذكر | من فخارى يذيعه من يذيعُ |
أرَجٌ لا يضيعُ بينَ رجالٍ | حاولوا طيهُ ولكن يضوعُ |
واللّيالي يعلمْنَ أنَّ صنيعي | ساطعٌ في سوادِهنَّ صَديعُ |
ولقد أعضَلَ امرءاً جحدَ البَدْ | رَ أَوِ الشّمسَ مُشرقٌ وطُلوعُ |
سائلِ العاجزَ الجبانَ إِذا ما | أيقظتك الأوتار كيف الهجوعُ؟ |
ولماذا أسمو بنفسي إذا ما | راعَها في زمانِنا مايروعُ؟ |
لو نجا خائفٌ بفرط توقّيه لما فارق الحياة الهلوعُ | ـهِ لما فارقَ الحياة َ الهَلوعُ |
ضلَّ مَن يبتغي الحياة َ بذلٍّ | فلشرٌّ من الممات الخشوعُ |
وقديماً حبُّ الحياة لعوبٌ | ـفِقُ من ريبة ِ الحوادثِ رُوعُ |
إنما الفخر أن تولج أمراً | كلُّ قوم عن بابه مدفوعُ |
وتجوبَ الدُّجَى لفُرصة ِ أمرٍ | وطيورُ الرَّجاءِ عنها وقوعُ |
وبنفسي فتى ً وقلت له نفسي خروج من الخطوب طلوعُ | ـسي خَروجٌ منَ الخطوبِ طَلوعُ |
يشهد الحرب حاسراً ثم يأتي | وعليه منَ النَّجيعِ دُروعُ |
وتراهُ القَصِيَّ إنْ سِيمَ ضَيماً | وهْوَ في كلِّ ما أَرَغْتَ مطيعُ |
وبطئٌ عن القبيحِ ثقيلٌ | وخفيفٌ إلى الجميلِ سريعُ |
وإذا شِيمَ بارقٌ من نداهُ | فغمامٌ دانى الرّباب هموعُ |
نحنُ قومٌ تَحلو لنا جُرَعُ المَوْ | تِ إذا كانَ في الدُّعاءِ الخضوعُ |
والذي نَبتنيهِ في عَرَصاتٍ | ـه لعينيكَ فالسَّرابُ اللَّموعُ |
ولنا يعلم الأنامُ قناة ٌ | ليس فيها لعاجميها صدوعُ |
وصَفاة ٌ يزِلُّ أيَّ زَليلٍ | عن علوق بها المقالُ الشنيعُ |
ونثاً لم يخُنْهُ فينا عَيانٌ | وأُصولٌ ما كذَّبتْها فُروعُ |