عنوان الفتوى : درجة الحديث الذي فيه أن جبريل لم يعرف اسمه إلا بعد عشرة آلاف سنة
ما مدى صحة الأحاديث التي تدور حول الموضوع التالي: "أنه لولا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما خلق الله أيًّا من خلقه، أو لما أوجد الوجود"، فهناك الكثير من هذه الأحاديث، منها على سبيل المثال لا الحصر: حديث جبريل مع رسول الله بأنه قال: مكثت 10000 سنة لا أعرف ما اسمي؟ ثم ناداني: يا جبريل، فعرفت اسمي جبريل، فقلت: لبيك اللهم لبيك، فقال: قدسني؛ فقدسته 10000 سنة، ثم قال: احمدني مجدني 10000 سنة، ثم قال: احمدني؛ فحمدته 10000 سنة، ثم كشف لي عن ساق العرش، فرأيت سطرًا مكتوبًا، ففهمني إياه، فإذا هو: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، قلت: يا رب، من محمد رسول الله؟ فقال تعالى: يا جبريل، لولا محمد ما خلقتك، بل لولاه ما خلقت جنة، ولا نارًا، ولا شمسًا، ولا قمرًا، ولا خلقت الكون والدنيا بأسرها. يا جبريل، صلِّ على محمد؛ فصليت عليك 10000 سنة.
وأحاديث توسل آدم بسيدنا محمد.
وأحاديث أن الله خلق سيدنا محمدًا من نوره.
والذي أثار فضولي في هذه الأحاديث أن فيها مخاطبة للمشاعر، وإطراء وغلوًّا في النبي محمد عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحديث المذكور أولًا مكذوب، ولا وجود له في شيء من كتب السنة، بل ولا في الكتب المصنفة في الأحاديث الموضوعة والضعيفة.
والقول إن جبريل لم يعرف اسمه إلا بعد عشرة آلاف عام! أمارة على أن الحديث موضوع.
وقد سبق أن بينا في الفتوى: 9650، والفتوى: 7389 أن الأحاديث التي ورد فيها أن الله تعالى خلق محمدًا صلى الله عليه وسلم من نوره، أو أنه تعالى خلق الخلق من نور محمد، أو أنه لولا محمد ما خلق الخلق، وأن آدم توسّل بمحمد صلى الله عليه وسلم، أحاديث ضعيفة موضوعة، ولا حاجة لإعادة الكلام هنا.
والله أعلم.