يا دارُ دارَ الصّومِ القوّمِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا دارُ دارَ الصّومِ القوّمِ | كيف خلا أُفقُكِ من أَنجُمِ؟ |
عهدي بها يرتعُ سكّانُها | في ظلِّ عيشٍ بينَها أَنعَمِ |
لم يُصبِحوا فيها ولم يَغْبُقوا | إلاّ بكأسى ْ خمرة ِ الأنعمِ |
بكيتُها من أَدمُعٍ لو أَبَتْ | بكيتُها واقعة ً من دمِ |
وعُجتُ فيها راثياً أهلَها | سَواهِمَ الأوصالِ والمَلْطَمِ |
نحلنَ حتّى حالهنّ السّرى | بعضَ بقايا شطنٍ مبرمِ |
لم يدعِ الإسآدُ هاماتها | إلاّ سقيطاتٍ على المنسمِ |
يا صاحبي يومَ أَزالَ الجَوَى | لحمى بخدّى َّ عن الأعظمِ |
"داويتَ" ما أنت به عالمٌ | ودائى َ المعضلُ لم تعلمِ |
ولستُ فيما أَنا صبٌّ به، | منْ قرن السّالى َ بالمغرمِ ؟ |
وَجْدي بغيرِ الظَّعنِ سيّارة ً | من مُخْرِمٍ ناءٍ إلى مَخْرِمِ |
ولا بلفّاءَ هَضيمِ الحشا | ولا بذاتِ الجيد والمعصمِ |
فاسمعْ زفيري عندَ ذكرِ الأُلى | بالطّفِّ بين الذّئبِ والقشعمِ |
طَرْحَى فإمّا مُقْعَصٌ بالقَنا | أو سائلُ النّفسِ على مخذمِ |
نثرٌ كدرٍّ بددٍ مهملٌ | لغفلة ِ السِّلكِ فلم يُنْظَمِ |
كأنّما الغبراءُ مرميّة ٌ | مِن قِبَلِ الخضراءِ بالأنجمِ |
دعوا فجاءوا كراماً منهمُ | كم غَرَّ قوماً قَسَمُ المُقسِمِ |
حتّى رأوها خرياتِ الدّجى | طَوالعاً من رَهَجٍ أقْتَمِ |
كأنَّهمْ بالصُّمِّ مَطرورة ٌ | لمنجد الأرض على متهمِ |
وفوقَها كلُّ مَغيظِ الحَشا | مُكتِحِلِ الطَّرْفِ بلونِ الدَّمِ |
كأنَّه من حَنَقٍ أجْدَلٌ | أرشدَهُ الحِرْصُ إلى مَطْعَمِ |
فاستقبلوا الطّعنَ إلى فتية ٍ | خُوّاضِ بحرِ الحَذَرِ المُفْعَمِ |
من كلِّ نهَّاضٍ بِثِقْلِ الأذى | موكّلِ الكاهلِ بالمعظمِ |
ماضٍ لما أمَّ فلو جاد فى الـ | ـهيجاءِ بالحَوْباءِ لم يندَمِ |
وكلِّ عانٍ في إسارِ الهوى | أُطعِمْ يومَ السَّلمِ لم يَطعم |
مثلّمِ السّيفِ ومن دونهِ | عرضٌ صحيحُ الحدِّ لم يثلمِ |
فلم يزالوا يكرعون الظّبا | بين تراقى الفارسِ المعلمِ |
فمُثخَنٌ يحملُ شَهّاقة ً | تحكى لراءٍ فغة َ الاعلمِ |
كأنّما الورسُ بها سائلٌ | أو أنبتتْ من قضبِ العندمِ |
ومستزلٌّ بالقنا عن قرا | عَبْلِ الشَّوَى أو عن مَطا أدهمِ |
لو لم يكيدوهمْ بها كيدَة ً | لانْقلبوا بالخِزْي والمَرْغَمِ |
فاقتبضتْ بالبيضِ أرواحهمْ | في ظلِّ ذاك العارضِ الأَسْحَمِ |
مصيبة ٌ سيقتْ إلى أحمدٍ | ورَهْطِهِ في الملأِ الأعظمِ |
رُزْءٌ ولا كالرُّزْءِ من قبلِهِ | ومُؤلمٌ ناهيكَ من مؤلِمِ |
ورمية ٌ أصمتْ ولكنّها | مصمية ٌ من ساعدٍ أجذمِ |
إنْ خافِ فقراً لم يجُدْ بالنَّدى | من جائرٍ عن رشدهِ أوعمِ |
يُحسبُ يَقظانَ منَ النُوَّمِ: | |
لا تحسبوها حلوة ً إنّها | أَمَرُّ في الحلقِ من العَلْقَمِ |
صرّعهمْ أنّهمُ أقدموا | كم فدى َ المحجمُ بالمقدمِ |
هل فيكمُ إلاّ أخو سوءة ٍ | مُجَرَّحُ الجِلْدِ منَ اللُّوَّمِ |
إنْ خاف فقراً يجدْ بالنّدى | أوهابَ وَشْكَ الموتِ لم يُقْدِمِ |
يا آلَ ياسينَ ومَنْ حُبُّهمْ | مَنْهَجُ ذاك السَّنَنِ الأقومِ |
مهابطُ الأملاكِ أبياتهمْ | ومستقرُّ المنزلِ المحكمِ |
فأنتمُ حجّة ُ ربّ الورى | على فَصيحِ النُّطقِ أو أَعجمِ |
وأينَ؟ إلاّ فيكُمُ قُرْبَة ٌ | إلى الإلهِ الخالقِ المنعمِ |
واللهِ لا أخليتُ من ذكرِكمْ | نَظْمي ونثري ومَرامي فمي |
كلاّ ولا أغببتُ أعداءكمْ | من كَلمِي طَوْراً ومن أسْهُمي |
ولا رئى يومَ مصابٍ لكمْ | مُنكشِفاً في مشهدٍ مَبْسَمي |
فإنْ أغبْ عن نصركمْ برهة ً | بمرهفاتٍ لم أغبْ بالفمِ |
صلَّى عليكُمْ ربُّكمْ وارتَوَتْ | قبورُكمْ من مُسبِلٍ مُثْجِمِ |
مقعقعٍ تخجلُ أصواتهُ | أصواتَ ليثِ الغابة ِ المُرْزِمِ |
وكيف أستسقي لكمْ رحمة ً | وأَنتمُ الرَّحمة ُ للمجرمِ؟ |