ألا حبذا زمنُ الحاجرِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألا حبذا زمنُ الحاجرِ | و إذا أنا في الورق الناضرِ |
أجرر ذيل الصبا جامحاً | بلا آمرٍ وبلا زاجرِ |
إِلى أنْ بدا الشَّيبُ في مَفرَقي | فكانت أوائله آخري |
وزَوْرٍ تَخطَّى جَنوبَ المَلا | فناديت أهلاً بذا الزائرِ |
أتاني هُدوّاً وعينُ الرَّقيـ | ـب مطروفة ٌ بالكرى الغامرِ |
فأعجبْ به يسعف الهاجعيـ | ـن وتحرمه مقلة ُ الساهرِ |
و عهدي بتمويه عين المحبّ | تَنُمُّ على قلبهِ الطّائرِ |
فلمّا التقينا بِرُغم الرُّقا | وقد وقفوا من لهيبِ الوَداعِ |
و بيضُ العوارضِ لما برز | نَ برَّحْنَ بالقمرِ الباهرِ |
يعرن الحليمَ خفوفَ السفيهِ | وما كنتُ إلاَّ قليلَ الصَّديـ |
و فيهنّ آنسة ٌ بالحديثِ | و في " البذل " كالرشأ النافرِ |
بطرفٍ فتورٍ " ويا حرما " | بقلبيَ من ذلك الفاترِ |
ويا عاذلي لو تذوقُ الهوَى | وأعلمُ إنْ كانَ غيري لديـ |
تلومُ وقلبُك غيرُ الشَّجيِّ | ألا ضلّ أمرك من آمرِ |
أقول لركبٍ أرادوا المسيـ | ـرَ وقد أخذوا أهبة َ السائرِ |
عِ على حرَّ مستعرٍ فائرِ | |
فمن مدمعٍ جامدٍ للفراق | وآخرَ واهي الكُلَى قاطرِ |
إذا ما مررتمْ على واسطٍ | فعوجوا على الجانبِ العامرِ |
وأهدوا سلامي إلى غائبٍ | بها وهْوَ في خاطري حاضري |
إلى كم أسوَّفُ منهُ اللقاءَ | و كم أرتدي بردة َ الصابرِ ! |
و قد ضاق بي مذ نأيتَ العرا | قُ كما ضاق عقدٌ على شابرِ |
كأنيَ لما حماك البعا | دُ عن ناظرَيَّ بلا ناظرِ |
و إنيَ من فرطِ شوقي إليك | و وجدي ، كسيرٌ بلا جابرِ |
ويُحسَبُ بينَ الضُّلوع الفؤادُ | و قد طار في مخلبيْ طائرِ |
فيا لك من مجرمٍ مسلمٍ | تغيب عنه " شبا الناصرِ " |
و من واترٍ ظفرتْ عنوة ً | بأثوابه قبضة ُ الثائرِ |
ولولا الوزيرُ ابنُ حَمْدٍ لَما | سألتُ وصالَ امرئٍ هاجرِ |
ـقِ في النّاس كالضَّيغمِ الخادرِ | |
حوشيتَ من سنة ِ الجائرِ | |
و يا نافعي بزمان الوصال | لِ لِمْ عادَ نفعُك لي ضائري |
تفرَّدتَ بي دونَ هذا الأنام | وشُورِكتُ في قَسْمِكَ الوافرِ |
و من عجبٍ أن يرومَ البطـ | ـئُ عن الودّ منزلة َ " الباكرِ " |
وقد علمَ القومُ إذ وازَنو | ك أينَ الجَهامُ منَ الماطرِ |
وأينَ الحضيضُ منَ الفرقدينِ | وأينَ الخبيثُ منَ الطَّاهرِ |
و إنك وحدك في ذا الزما | نِ تستنتجُ الفضلَ من عاقرِ |
وتَصْبو على نَفَحاتِ الخطو | ب سمعاً إلى منطق الشاكرِ |
أهزك بالشعر هزَّ الشجاع | عِ يومَ الوغَى ظُبَتَيْ باترِ |
تِ سموطاً على مفرقِ الفاخرِ | |
و أعلمُ إنْ كان غيري لديك كالجفن إني كالناظرِ | نّي كالنَّاظرِ |
ولستُ إذا فُتَّني ثمَّ نلتُ | جميعَ المنى لستُ بالظَّافرِ |