رمِ النّجاءَ عن الفحشاءِ والهونِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رمِ النّجاءَ عن الفحشاءِ والهونِ | ولا تَعُجْ بصديقٍ غيرِ مأمونِ |
ولا تُقِمْ بينَ أقوامٍ خلائقُهُمْ | خشنٌ وإنْ كنت فى خفضٍ وفى لينِ |
ماذا العناءُ وظلُّ العودِ يقنعنى | وذا الشّقاءُ وبعضُ القوتِ يكفيني؟ |
والمالُ تصبحُ صفراً كفُّ جامعهِ | ولو أَنافَ على أموالِ قارونِ |
وليس ينفعنى والدّاءُ يعنفُ بى | إذا وجدتُ طبيباً لا يداويني |
مَن لي بمن إنْ هَفَتْ رِجلاهُ في زَلَقٍ | حَميْتُهُ أو هفَتْ رِجْلايَ يحميني؟ |
يرمى العدا أبداً عنّى وليس يرى | - ولو رمانى جميع النّاس - يرمينى |
أشكو إلى اللهِ قوماً عشتُ بينهُمُ | يرضَون من كلّ ما يبغون بالدُّونِ |
لا رونقٌ لهمُ يرضاهُ لى بصرى | ولا لهمْ عَبَقٌ يرضاهُ عِرْنِيني |
من كلِّ أخْرَقَ بالشَّنعاءِ مُضطَبعٍ | وبالّذي دنَّسَ الأعراض مَزْنونِ |
اعدوه لا جائزاً منه بناحية ٍ | والشّرُّ كالعُرِّ في الأقوامِ يُعْديني |
لولا التّنوخى ُّ لم آنسْ إلى أحدٍ | ولا أجَبْتُ وِداداً مَن يناديني |
ولا رأتنى َ عينٌ لامرئٍ أبداً | إلاّ عريّاً خليّاً غيرَ مقرونِ |
ليلى بزورتهِ فى مشرقٍ يققٍ | والصبحُ أسعدُ صبحٍ حين يأتينى |
كأنّه مبهجٌ أضحى يبشّرنى | ومطربٌ أبَداً أمسَى يُغنِّيني |
لو يستطيع حمانى كلَّ بائقة ٍ | وباعدَ السُّودَ في رأسي عنِ الجُونِ |
يطيعنى وهو مّمن لا امتنان له | كأنّه طولَ هذا الدّهر يعصينى |
كم ليلة ٍ بتُّ منه فى بلهنية ٍ | أُعطيهِ ما يبتغي منّي ويُعطيني |
كأنَّنا باخضرارٍ من تذكُّرنا | نمسى ونصبحُ فى خضرِ البساتينِ |
ونابَ مِنّا حديثٌ باتَ يُطربُنا | عن أنْ أُسَقِّيَهُ كأساً ويَسقيني |
متى سقانى فروّانى مواصلة ً | فما أُبالي بمن في الخَلْقِ يجفوني |
وإنْ جَرى ليَ مدحٌ في مقالتِه | فقل لمن شاء فى الأقوام يهجونى |
لم تخْلُ إلاّ بهِ الدُّنيا ولا مَرَقتْ | منه الخلائقُ عن بحبوحة ِ الدّينِ |
لا أدْرَكتْ أُذُني ما ليس يُعجبني | فيه ولا مُقلتي ما ليسَ يُرْضيني |
ولا استردَّ الذى أعطيتُ منه ولا | عادتْ غصونٌ كستنى منه تعرينى |