عنوان الفتوى : إرشادات لمن وقع في الزنا وندم
وقعت في كبيرة الزنا لمدة سنوات، ولا أصدق أني فعلت ذلك لسنوات عديدة. أين كان عقلي؟
المشكلة الآن أني حبيس شهوتي، ولكني لم أعد أطيق ذلك السجن، وإن لم أفعل تلك الكبيرة، فإنني أدمن الأفلام الإباحية. فماذا أفعل؟ وهل بعد كل ذلك يكون لي توبة؟
أشعر أن الله يبغضني، وأنه ينتظرني ليرميني في نار جهنم، أحاول الانتحار؛ لأنه ليس بي فائدة، ولكن لا أقوى على ذلك.
أتمنى أن تساعدوني، فأنا محطم، وكاره لنفسي، ولكل شيء. أنقذوني أرجوكم.
علما أن من فعلت معها تلك الكبيرة سأتزوجها، ونحن نحب بعضنا من سنوات.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، وأنه مهما كان الذنب عظيما، فإن عفو الله تعالى أعظم، فلا تيأس من رحمة الله، وأقبل عليه سبحانه؛ آخذا بأسباب الاستقامة، والتي من أهمها قطع كل علاقة لك بتلك الفتاة، وأن تتوب أنت وهي إلى الله تعالى توبة نصوحا، وليس لك الزواج بها على الصحيح من أقوال العلماء، إلا بعد التوبة النصوح إلى الله تعالى.
فخذ بأسباب الاستقامة من صحبة الصالحين، ولزوم الذكر والدعاء، والحفاظ على الفرائض، ولزوم المساجد، وكثرة الصيام، وإدمان الفكرة في القيامة وأهوالها، ثم أحسن ظنك بربك، وثق أنك متى تبت إليه التوبة النصوح؛ فإنه يغفر لك، ويتجاوز عنك، وترجع من ذنبك كمن لم يذنب، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. أخرجه ابن ماجه.
وإياك والأفكار الشيطانية؛ كالفكرة في الانتحار وغير ذلك، وإياك واليأس من رحمة الله تعالى، فقد قال -جَلَّ اسمه-: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر:56}.
فعليك أن تطوي صفحة الماضي، وتبدأ صفحة جديدة في علاقتك بالله تعالى، ملؤها التوبة النصوح، والإنابة إلى الله تعالى، وفعل ما يرضيه، وترك ما يسخطه.
ثم إذا حان وقت الزواج، وقدرت عليه، فإن كانت تلك الفتاة قد تابت إلى الله؛ فلك أن تتزوج بها، وإلا، فابحث عن غيرها ممن يعفك الله تعالى بالزواج بها.
والله أعلم.