يا حادِيَ العِيسِ عرِّجْ بي على الدِّمَنِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا حادِيَ العِيسِ عرِّجْ بي على الدِّمَنِ | فكم لنا عندهنّ اليوم من شجنِ |
ماذا على النَّفرِ الغادينَ لو سَمحوا | بنظرة ٍ من خلالِ السِّجْفِ لم تَبِنِ |
قالوا: نراك بلا سُقْمٍ!فقلتُ لهمْ: | السّقمُ فى الجسمِ ليس السّقمُ فى البدنِ |
فى القبِ منكمْ حزازاتٌ لو انكشفتْ | لعاذلى فيكمُ مابات يعذلنى |
هل فى الهوى من غريمٍ لا يماطلنى | أوْ من خليلٍ عليه لا يعنّفنى |
لا يعرف الدّارَ إلاّ قام يندبها | ولا يسائلُها إلاّ عنِ السَّكَنِ |
ولي فؤادٌ إِذا أصبحتَ تأمُرُه | بالصَّبرِ أمسَى بغيرِ الصَّبْرِ يأمرني |
ومُسرفٌ كلَّما واصَلْتُ قاطعني | بَغْياً عليَّ وإنْ واصلتُ باعَدَني |
وإنْ شكوتُ إليه بعضَ قسوتهِ | لانتْ صخورُ شرورى وهو لم يلنِ |
وقد جفانى َ حتّى أنّ طارقهُ | في ظُلمة اللّيل عَمداً ليس يطرقُني |
للهِ أيّامُ فخرِ الملك من علقتْ | به المكارمُ مجرى الرّوحِ للبدنِ |
ومَن يجودُ بما تحوي أنامِلُهُ | منَ النّفائس في سرِّ وفي عَلَنِ |
أعطيتَ حتى كأنَّ الجودَ مُبتَدَعٌ | وإنّ شيئاً من المعروفِ لم يكنِ |
للهِ درّك والأبطالُ هائبة ٌ | ومَنْ يُطيقُ وإن أَوْفَتْ بلاغتُهُ |
والسّمرُ تفتقُ طعناً كلَّ "راعفة " | منَ النَّجيع بمثلِ العارِضِ الهَتِنِ |
في ظهرِ طاوية ِ الأحشاءِ ضامرة ٍ | كأنَّها قِدْحُ نَبْعٍ جِيبَ بالسَّفَنِ |
قلْ للذين أَرادوا نيلَ غايتِهِ: | أين الحضيضُ من الأعلامِ والقننِ ؟ |
كم ذا اهتديتمْ ولا هادٍ سواه على | ظلماءَ لو مرَّ فيها الصُّبحُ لم يَبِنِ |
أحبّهُ ، وقليلٌ ذاك محتقرٌ | حبَّ الغريبِ القَصِيِّ الدّارِ للوطَنِ |
وأرتضى ملكه لى بعد ما عزفتْ | نفسي عن المَلِكِ الجبّار يملكُني |
وأرتجيهِ لأيّامٍ أطالعها | غيباً بلا باطلٍ فيها ولا دَرَنِ |
يَفديك كلُّ وِساعِ الباعِ في طَبَعٍ | شَحْطٍ على مُرتجيهِ ضيِّقِ العَطَنِ |
مازال والنّاسُ شتّى في خلائقهم | غَرْثانَ من كرمٍ ملآنَ من جُبُنِ |
يريدُ نيلَ العُلا عفواً بلا تعبٍ | وكم دوينَ العلا من مركبٍ خشنِ |
لايُدركُ العزَّ إلاّ كلُّ ذي أَنَفٍ | نابٍ عن العجزِ شرّادٍ عن الوهنِ |
يُلقي الثَّراءَ على وجهِ الثَّرى أبداً | ويتركُ الغثَّ منبوذاً على السَّمِنِ |
دانَ الزّمانُ لنا بعدَ الجِماحِ،ولو | سِواك راضَ شِماساً منه لم يَدِنِ |
فالآنَ نجري إلى اللذّاتِ نأخذُها | بلا عذارٍ يعنّينا ولا رسنِ |
هنّيتَ بالعيدِ واعتادتْ ربوعك منْ | سعودهِ كلُّ وطفاءٍ من المزنِ |
وعشتَ من نبواتِ الدّهرِ قاطبة ً | وإنْ دهين الورى فى أوثقِ الجننِ |
ولا تغبْ عن نعيمٍ ظلتَ تألفهُ | ولا تخبْ عن منًى فيه ولا تهنِ |
هذا الثّناءُ فإنْ كانتْ مدائِحُهُ | يقصرن عنك فبعدُ الشّأوِ يعذرنى |