ومِن سَفَهٍ لمّا مررتُ على الحِمى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ومِن سَفَهٍ لمّا مررتُ على الحِمى | بكيتُ وهل يُبكي الجليدَ المعالِمُ؟ |
شربتُ بهِ لمّا رأيتُ خُشوعَه | دُموعي وغنَّتْني عليهِ الحَمائِمُ |
ولمّا رأينا الدَّارَ قَفْرى منَ الهوى | وليس بها إلاّ الرّياحُ السّمائمُ |
كرعنا الجوى صرفاً بأيدى رسومها | فلم ينجُ منّا يوم ذاك سالمُ |
وما برحتْ أيدى المطى ّ مكاننا | كأنَّ المطايا ما لهنَّ قوائمُ |
كأَنِّيَ لم أعصِ الهَوى وهْوَ غالبٌ | ولم يقلِ الأقوامُ إنّك حازمُ |
ولم أكُ صلبَ العودِ يومَ يقودُني | أكُفٌّ شِدادٌ أو نيوبٌ عَواجمُ |
فإنْ يكُ لي دمعٌ بسرِّيَ بائحٌ | فلي منطقٌ للوَجْدِ مِنيَ كاتمُ |
فللّهِ يومُ الشَّعْبِ ما جَنتِ النَّوى | علينا وما ضمّتْ عليه الحيازمُ |
عشيّة رحنا والغرامُ يقودنا | وليسَ لنا إلاّ الدُّموعُ السَّواجمُ |
نطارُ إلى داعى الهوى فكأنّنا | جيادٌ سراعٌ مالهنّ شكائمُ |
نظرتُ وظعنُ الحى ّ تحدى بذى النّقا | وأيدى المطايا بالحدوجِ رواسمُ |
وقد رثّ شملٌ بالفراقِ وحولنا | منَ الوَجْدِ لَوّامٌ لنا ولوائمُ |
فلاهٍ تخطّاهُ التجلُّدُ مُفحَمٌ | وساهٍ تَوخّاهُ التبلُّدُ واجمُ |
فلم تلفنى إلاّ عيونٌ فواترٌ | وإلاّ خدودٌ للعيون نواعمُ |
غذين الصّبا حتّى ارتوينَ من الصّبا | سنينَ كما تغذو الصبى ّ المطاعمُ |
ومُشتكياتٌ ليس إلاّ أناملٌ | يُشِرْنَ إلى شكوى النَّوى ومعاصمُ |
ونادمة ٌ كيفَ استجابتْ لِبَيْنِنا؟ | وقد شقيتْ بالعضّ منها الأباهمُ |
وأعرض عنّا بالخدودِ وما لنا | إليهنَّ لولا بَغْيُهنَّ جَرائمُ |
وما كنتُ أخشى أنّ قلبى تنوشه | محكّمة ً فينا النّساءُ الظّوالمُ |
ولا أنّ شوقى لا يزال يهيجه | ثرًى مقفرٌ أو منزلٌ متقادمُ |