وسائلة ٍ لتعرفَ ما عَراني
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
وسائلة ٍ لتعرفَ ما عَراني | وما جرّتْ إلى َّ يدا زمانى |
فقلتُ لها لو استمليتِ ما بى | لأملتهُ عليكِ غروبُ شانى |
تعمَّدني زَماناً ريبُ دهري | فلمّا أنْ تعمّدنى رمانى |
ولي مُتَزَحْزَحٌ عنه لوَ انِّي | أراهُ بناظِريَّ كما يراني |
أقودُ إلى المقابرِ كلَّ يومٍ | على رغمي خبيئاً في جَناني |
وأودعهُ على أنّى شفيقٌ | عليه كلَّ غبراءِ المَحاني |
"مطمّسة ٍ" يضلّ المرءُ فيها | ضَلالَ العَصْفِ خرَّ من الفِنانِ |
مُعَرَّسُ كلِّ مملوكٍ ومَلْكٍ | ومضطجعُ المكرّمِ والمهانِ |
وفارقني بداهية ِ اللّيالي | حبيبٌ ما سلَوْتُ ولا سَلاني |
فأُصبحُ فيه مجتمعَ الأماني | وأمسى حيث لا تأتى الأمانى |
وقالوا : قد مرنتَ على الرّزايا | فقلتُ لهمْ: وما يُغني مِراني؟ |
وفى الأيّامِ مطرقة ٌ صموتٌ | تَقمَّصُ بالشّجاعِ وبالجبانِ |
فهَبْها لم تكنْ جَذَمَتْ يميني | ألَيْستْ بالتي أوْهَتْ بَناني؟ |
وهبها لم تكن صدعتْ قناتى | أليْستْ بالتي ثلمَتْ سِناني؟ |
أَلا مَن عاذري من جارِ سوءٍ | إذا لم آتِهِ هَرَباً أَتاني |
معانٍ فى الّذى يبغيهِ منّى | وإنْ أربى ومدلولٍ مكانى |
له أيدٍ بما أجنى عليه | ومالى بالذى يجنى يدانِ |
أقدّره المسالمَ وهو حربٌ | وأحسبُهُ بعيداً وهْوَ دانِ |
وتعدونى صوائبهُ لغيرى | وما أُعدي حميمي ما عَداني |
فيا ليت الذي أقلاهُ منهُ | وأجفوه قلانى أوْ جفانى |
تأملْ أنتَ أدرى اليومَ منّى | أَصِرْفٌ ما سقاني السّاقيانِ؟ |
وهلْ غنَّى ليَ العَصْرَانِ فيمنْ | هَوِيتُ بما سمعتُ ليُطرباني؟ |
وهلْ أحسستَ ي | ا حادي المطايا |
عشيّة َ قلّص المحبوبُ عنّى | وقامَ بما كرهتُ النّاعيانِ |
وقد أرعيتُ نطقي منك سَمعاً | فهل أنكرتَ شيئاً من بيانى ؟ |
فإنّى من ينال الخطبُ منه | فيأنف أنْ يفوه به لسانى |
وغيرُ الذّودِ ملّكَ بعد خمسٍ | جِمامَ الماءِ قُعْقِعَ بالشِّنانِ |
وصبراً بالّتى لا أتّقيها | بضَرْبي في الكريهة ِ أوْ طِعاني |
ومن طَمَعٍ أُخادعُ مِنْ يقيني | على عَمْدٍ وأُكِذبُ من عِياني |
وأضحى فى بنى الدّنيا مقيماً | وفى أيدى نوائبها عنانى |
تلاعبُ بى الحوادثُ كلَّ يومٍ | وتُقْرِئني أساطيرَ الزَّمانِ |
وبالزَّوْراءِ أحداثٌ بَناها | على الإعظامِ والإكرامِ بانِ |
علونَ تقًى على شرفاتِ رضوى | وطلن علاً على هضبى ْ أبانِ |
وهنَّ على العراقِ لمن يراها | وأفنِية ُ الإلهِ لها مَغانِ |
فكم سببٍ لهنّ إلى العطايا | وكم بابٍ لهنَّ إلى الجِنانِ |
وللأقوامِ تَطْوافٌ عليها | طوافهمُ على الرّكنِ اليمانى |
قبورٌ للأجادِلِ من قريشٍ | ذوي السُّوراتِ تُتْلى والمَثاني |
منَ النَّفرِ الأُلى جمعوا المعالي | وحازوا فى العلا قصبَ الرّهانِ |
أُناسٌ لا يُبالون المنايا | ونارُ الحربِ ساطعة ُ الدّخانِ |
وتلقاهُمْ بحربٍ أوبجَدْبٍ | مطاعيناً مطاعيمَ الجفانِ |
فحُطّا صاحِبَيَّ بهمْ رِحالي | قبيلَ نزولِ أمرٍ ترقبانِ |
أقمْ فى ظلّهمْ ما دمتُ حيّاً | ويدركنى بعقوتهمْ أوانى |
لعلّى أنْ أجاورهمْ صريعاً | فآخذ من شفاعتهمْ أمانى |
فقد قضّيتُ بالهفواتِ عمرى | ونلتُ من الخطايا ما كفاني |