عجبا لطيف خيالك المتعاهد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
عَجَباً لِطَيفِ خَيالِكِ المُتَعَاهِدِ، | وَلوَصْلِكِ المُتَقَارِبِ المُتَباعِدِ |
يَدنُو، إذا بَعُدَ المَزَارُ، وَيَنتَوِي | في القُرْبِ، لَيسَ أخو الهوَى بمباعد |
ماذا أرَادَ مُلِمُّ طَيفِكِ، في الكَرَى، | مِنْ وَاغِلٍ بَينَ الحَوَادِثِ شارِدِ |
مُتَحَيِّرٌ يَغْدُو بعَزْمٍ قَائِمٍ | في كُلّ نائبة، وَجِدٍّ قَاعِدِ |
مَنْ كانَ يَحمَدُ، أوْ يَذُمُّ زَمَانَهُ | هَذا، فَما أنَا للزّمَانِ بِحَامِدِ |
فَقْرٌ كَفَقْرِ الأنْبِيَاءِ، وَغُرْبَةٌ، | وَصَبَابَةٌ؛ لَيسَ البَلاءُ بِوَاحِدِ |
كُفّي، فقَدْ ألْهَاهُ، عن حَرّ الهوَى، | حَدَثٌ أطَلُّ مِنَ الهَوَاءِ البَارِدِ |
كَيفَ المَقَامُ بِآمِدٍ وَبِلادِهَا، | مِنْ بَعْدِ ما شَابَتْ مَفارِقُ آمِدِ |
ضَحِكَتْ، فأبكَتْ عَينَ كلّ مُمَوَّه، | مُتحملٍ تَحْتَ الضّرِيبِ الجَامِدِ |
يا يُوسُفُ بنَ أبي سَعيدٍ، وَالغِنى، | للمُغْمَدِ العَزَماتِ، غَيرُ مُسَاعِدِ |
لَوْ شِئْتَ لَمْ تُفْسِدْ سَماحةَ حاتمٍ | كَرَماً، وَلَمْ تَهْدِمْ مَآثِر خالِدِ |