ما بالُ حِقْفٍ بكثيبِ اللِّوى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما بالُ حِقْفٍ بكثيبِ اللِّوى | عطلاً بلا شاءٍ ولا جاملِ ؟ |
حالتْ مغانيه ووجدى به | غضٌّ جديدٌ ليس بالحائلِ |
لو أبصرتنى ناحلاً عينهُ | لا ستأنس النّاحلُ بالنّاحلِ |
لولا الألى حلّوا طلولَ الّلوى | ما كان لى فيهنّ من طائلِ |
دعْ عنك وَقّافاً على أربُعٍ | يسألُ فيهن عنِ الرّاحلِ |
فلن تراني أبداً سائلاً | ما ليسَ يدري لغة َ السَّائلِ |
ياصاحبيَّ اليومَ لا تلحيا | على الهوَى مَن ليس بالقابلِ |
لا تَصدُقاني عن ذنوبِ الصِّبا | وعلِّلا قلبيَ بالباطلِ |
فليس بالحُبِّ على مُتْلِفٍ | أرْشٌ ولا عَدْوَى على قاتلِ |
قد قلتُ للسّارى إلى سوأة ٍ | تغويهِ فيها لذّة ُ العاجلِ |
تفنى وتبقى من أحاديثها | ما ليس بالفاني ولا الزّائلِ: |
نهنهْ بنيّاتِ هواها ودعْ | شاربَها صِرْفاً على الآكلِ |
ولا تردْ غدرانها ناهلاً | كم ظامئٍ أحمدُ من ناهلِ |
لولا ثناءٌ خالدٌ ذكرهُ | ما انتصف العالمُ من جاهلِ |
إنّ لفخر الملك عندى يداً | أعيا بأنْ يحملها كاهلى |
لم تُجرِها في خاطرٍ فكرة ٌ | ولم يَنَلْها أَمَلُ الآملِ |
متى أفضْ فى ذكرها مثنياً | فإنّنى فى شغلٍ شاغلِ |
كأنَّما شَنَّ الذي بثَّها | لَطِيمة ً في المجلسِ الحافلِ |
أنتَ الذي تُعطي بلا موعدٍ | وتترك الوعدَ على الماطلِ |
كم أنقذتْ كفّك من موثقٍ | عانٍ وكم نبّهتَ من خاملِ |
والملكُ لولا أنتَ يا فخرهُ | ما كان إلاّ نهزة َ الخاتلِ |
أيُّ مُقامٍ لك في نصرِهِ | وهو على هارى البنا مائلِ ! |
كالشّمس إلاّ أنّه فى الدّجى | ما غاب عن عينك بالحائلِ |
يُرجى ويُخشى فهْوَ كالبحر في | ردى مُبيرٍ وندى واصِلِ |
لا يولجُ الهزلَ على جدّه | يوماً ولا الحقَّ على الباطِلِ |
سيق إليه من قلوب الورى | كلُّ حَرونٍ بالخُطا باخِلِ |
وصادَ مِن أهوائهمْ بالنَّدى | ما لم تَصِدْه كُفَّة ُ الحابِلِ |
وعلّمتْ آلاؤه شكره | والشُّكر مُستَمْلى ً على الباذِلِ |
لا ضامك الدّهرُ ولازلتَ من | نعيمهِ في منزلٍ آهِلِ |
وانعمْ بذا العيدِ وخذْ سعده | في عاجلِ العام وفي قابلِ |
تَبلى وتُسْتَأْنفُ أثوابُه | ترفلُ فيهنّ مع الرّافلِ |
وضحِّ بالأعداءِ واجعلهمُ | مكانَ ذاك النّعمِ الهاملِ |
ولا عَدِمنا منكَ هذا الذي | نراهُ من رَوْنقِكَ الشّاملِ |