أرشيف الشعر العربي

قد زرتَ ليلة َ هوَّمْنا على العيسِ

قد زرتَ ليلة َ هوَّمْنا على العيسِ

مدة قراءة القصيدة : 4 دقائق .
قد زرتَ ليلة َ هوَّمْنا على العيسِ ونحنُ نَطوي الفَلا من غيرِ تَعريسِ
زيارة ً إنْ تكنْ زَوراً فقد نفعتْ و نفستْ من خناقٍ أيَّ تنفيسِ
و متعة ٍ لم يسرْ فيها الملامُ ولا أطيعَ أمرٌ بها يوماً لأبليسِ
أمسكتُ نفسي بها والهمُّ يخفزها وبائراً لا يزالُ الدَّهرَ يُخْملُه
ماذا أردتَ بما أوْلَيْتَنِيهِ فقدْ أنِستُ من جَزْعِ وادٍ غير مأنوسِ
و كيفَ عاجَ شبابٌ لا ازوارَ به و لا اعوجاجَ على شيبٍ وتقويسِ
وماظننتُ طَليقاً ماله أرَبٌ يأتي بجنحِ الليالي ربعَ محبوسِ
حلفتُ بالبيت ملقى اللائذين به هناك ما بين تسبيحٍ وتقديسِ
أتوه مثرية ً ذنباً أكفهمْ وفارقوهُ بأَيْمانٍ مَفاليسٍ
والمَوْقِفَينِ ماضَحَّوا على عجلٍ عن الجمارِ من الكوم المقاعيسِ
وما أَراقوهُ من جاري دمٍ بمنًى و انشروا من نجيعٍ ثمَّ مرموسِ
للمالُ أبذلهُ للطالبين له جزءٌ منَ المالِ مَغْموماً به كيسي
و الذكرُ مني وإنْ رحلتُ تنقله نجوى الرجال وأسطارُ القراطيس
وإنْ بقيتُ فلِلْعَلْياءِ أركبُها والمجدِ مابينَ تَصبيحٍ وتَغليسِ
و للمآرب والحاجات أبلغها في المأثُراتِ على رُغم المعاطيسِ
و إنْ هدمتُ كما شاء العدا بردى ً فما تهدم بنياني وتأسيسي
وإنْ فُقِدْتُ فلم يُفقَدْ كما علموا قَهري الأساوِدَ والآسادَ في الخِيس
فليس تعريسُ من يرمى به قدرٌ قعرَ الحفيرة ِ إلاّ كالتّعاريسِ
وما حنينِيَ إلاّ للعلاءِ إذا حنَّ الرِّجالُ إلى هذي الطّراميسِ
و سيرتْ سيرتي صحفُ الرواة وكم منَ الأحاديثِ مُلقى ً غيرَ مَطروسِ
أغدو وعِرْضيَ مَحروسٌ بلا أَمَلٍ يسمو إليه وما لي غيرُ محروسِ
عزَّ الذي لا يبالي أين مسكنه و لا يفرق بين الخفضِ والبوس
يا للرجال لهمٍّ بات يصحبني أنَّى أقمتُ وفي سَيري وتَعريسي
كأنَّني راكبٌ منه على حَذَرٍ قَرا طريقٍ خفيِّ الأثْرِ مطموسِ
لم يُعْيِني بعدَ أنْ أعيا الرِّجالَ معاً من بين شمٍّ كنجم الأفق أشوسِ
ولم يَرُعْني وقد راعتْ صواعقُهُ وسْطَ العرينة ِ أحشاءَ العنابيسِ
ولامزيَّة َ لولا ما يجيءُ بهِ فضلُ الفتى بين مسعودٍ ومنحوس
ولم أكنْ قبلُ في فضلٍ بمتَّبعٍ و لم أكنْ قطُّ في حيًّ بمدموسِ
سَلْ عن ضرابي وعن طعني لدَى رَهَجٍ والسُّمرُ تتركُ في كفيِّ نحورَهُمُ
و السمرُ تترك في كفي نحورهمث مقسومة ً بين معضوضٍ ومنهوسِ
و البيضُ تسمعُ في هام الرجال وفي أعضائهمْ مثلَ أصواتِ النَّواقيسِ
جاءوا صحاحاً بلا جرحٍ ولا أثرٍ ثمّ انثنوا بين مضروبٍ ومدعوسِ
و إنني كلَّ من شاغبتُ أفرسهُ و لم أزلْ في الأعادي غيرَ مفروسِ
لا أوحش اللهُ مني كلَّ مضطجعٍ منَ الفخارِ ولارَحْلي ولاعِيسي
و لا رأتني عينٌ قط مرتدياً عاراً ولا كان كم شنعاءَ ملبوسي
بخستُ دون الورى ظلماً وما نظرتْ عينايَ ذا مأثراتٍ غيرَ مبخوسِ
وقد قبستُ جميلاً دونَهُمْ بيدي و أيُّ خيرٍ لفضلٍ غير مقبوسِ ؟
كن مالكاً قممَ الساداتِ كلهمُ أوْ لا ، فكن مفرداً في قمة ِ القوسِ
إنْ كان بيتك خلواً لا جميلَ به فإنَّ بيتيَ منه غيرُ مكنوسِ
وإِنْ تكنْ في مَلامِ القومِ مُنْغمساً فإنَّني في ملامٍ غيرُ مغموسِ
و إنْ توقفتَ عن مغنى العلا فعلى وادي الفضيلة ِ تَوقيفي وتحبيسي
و ما دنستُ بعارٍ في الرجال وما لمسُ الكواكب إلاّ دون تدنيسي
لا تسكنني وكيسي أنتَ تعرفهُ إلاّ جوارَ المناجيب الأكاييسِ
كأنَّ أوجُهَهُمْ من نورها غَصَبَتْ ضوءَ الصباح وأنوارَ المقاييسِ
ولاتُعجْ بي على وادي الخمولِ ولا شِعْبِ اللّئامِ وأجزاعِ الضَّغابيس
فليس منك جميلاً أنْ تجاورَ بي معَ الطّهارة ِ أبياتَ الأراجيسِ
لولاي لم يهتد الأقوام كلهمُ سبلَ الكلامِ ولا طرقَ المقاييسِ
درستُهُ فهْوَ مِلءُ العين تُبصرُه غضَّ النَّواحي جديداً غيرَ مدروسِ
وبتَّ أُوضحُهُ حتّى جعلتُ بما كشفتُ ما كان مظنوناً " كمحسوس "
فما مشوا فيه إلاّ تبعاً أثرى و لا جنوا غيرَ أشجاري ومغروسي
و كان من قبل أن محضتُ صفوتهُ مُرِّدداً بينَ تلبيسٍ وتدليسِ
و بائراً لا يزال الدهرَ " حليتهُ " " وعاثرَ الحظّ " لولا فرطُ تحبيسي

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (الشريف المرتضى) .

أودُّ بأنني أبقى ويبقى

أنجدْ إذا شئتَ في الأرزاق أو أغرِ

أيا صاحِبي إنْ لم تكنْ في شديدتي

من أرى فى الدّجى ذا خطلٍ

ألا جنّبا قلبى الأذى لا يطيقهُ


مشكاة أسفل ٢