أبى الزّمانُ سوى ما يكره الشّرفُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبى الزّمانُ سوى ما يكره الشّرفُ | والدَّهرُ صَبٌّ بإسخاطِ العُلا كَلِفُ |
لو كان شخصٌ تفوت الحزنَ مهجتهُ | لكنتَ ذاك، ولكنْ ليس تُنْتَصَفُ |
إذا بَقِيتَ فمن يَعْدوك مُحتَسَبٌ | فى الشّمسِ ما أشرقت عن كوكبٍ خلفُ |
إذا تيقّنتِ الأرواحُ بعثتها | إلى الحِمامِ فماذا ينفعُ الأسفُ |
وكيف تُخْطي سهامُ الموتِ مُفْلِتَة ً | مَنْ نَحرُهُمْ لحِنيَّاتِ الرَّدى هدفُ؟ |
يَسعى الفتَى وخيولُ الموتِ تطلبُهُ | وإنْ نَوى وقفة ً فالموتُ ما يقفُ |
نَلقى منَ الدَّهرِ ما يُدمي محاجرَنا | وما لنا عن هوَى رؤياهُ مُنْصَرَفُ |
أفعالُنا للرَّزايا فيه مُنكِرة ٌ | ونطقُنا بارتحالٍ عنه مُعترِفُ |
" إنْ لم توفِّ " لياليه مكارهها | فقد تقدّم فى أرزائها سلفُ |
كلُّ المواطنِ من كفِّ الرَّدَى كَثَبٌ | وكلُّ أرضٍ على هولِ الرَّدى شَرَفُ |
لا درَّ درُّ اللّيالى أخذها فرصٌ | ومنعها غصصٌ بل جودها سرفُ |
إذا حزنتَ فقلبُ المجد مكتئبٌ | وإنْ قُذِيتَ ففي وجهِ الضُّحَى سَدَفُ |
ولو علمتَ ببسطِ الدَّهرِ قبضتَهُ | إلى فِنائِك ما طالتْ له كَتِفُ |
لكنّه سارقٌ يخفى زيارته | وليس من سطوة ِ السُّرّاقِ مُنتَصَفُ |
إنْ كان أطلق فيك الدّهرُ منطقه | فقد دعاك لسانٌ حشوهُ كففُ |
أو كان ألْهَبَ في مَغناك سابقَهُ | فقد ثناه برجلٍ ملؤها حنفُ |
يهدى العزاءَ إلى المفقودِ مفتقدٌ | مؤزَّرٌ بثيابِ الموتِ مُلتحفُ |
ويصرف الهمَّ عن قلبٍ أطاف به | مَن قلبُهُ لِنَواصي الهمِّ مُكتنفُ |
إنَّ الّتي أَضْرمتْ أحشاءَنا جَزَعاً | تلقاك منها غداً في الجنَّة ِ الزُّلَفُ |
ولن يُذكِّرَك المُسْلونَ مَوعظة ً | وأنتَ تعلمُ منها فوقَ ما وَصَفوا |