قرّبا منّى َ القلاصَ العتاقا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قرّبا منّى َ القلاصَ العتاقا | وخذاها رحلة ً وفراقا |
ودعا عنّى أنّى حليمٌ | ربّ أمرٍ ضقتُ عنه وضاقا |
عصفتْ بى عنكما عاصفاتٌ | ويقيمُ المرءُ فيما أطاقا |
لستُ أرضَى منكما برفيقٍ | حسبُ نفسي قد سئمتُ الرِّفاقا |
موثقاً كنتُ حياءً وحلماً | فاتركانى قد قطعتُ الوثاقا |
لا سقى اللهُ شعابَ خلافٍ | لم أُصِبْ قطُّ بهنَّ وِفاقا |
وإذا البرقُ حداهُ ركامٌ | فحماهُ اللهٌ تلك البراقا |
ليس قلبي يا خليليَّ مِنِّي | إن " نزا " شوقاً إليها وتافا |
غيرَ هذا الحى ّ علّق ودّى | وسواه هاج قلبى وشاقا |
كلَّ يومٍ فى صفاتى ثلومٌ | سوفَ تقيكَ ردى ً أن تُذاقا |
واعتراقُ النّحضِ من عارقيهِ | جعلَ العرقَ سريعاً عراقا |
أعِراقٌ أنتَ فيه أميمٌ | فاتَّخذْ غيرَ العراقِ عِراقا |
إنّ بالزّوراءِ دارَ أناسٍ | أُنْشَقُ الشّرَّ بها وأُساقى |
سجنونا بينهمْ ثمّ نادوا : | لا تروموا من يدينا أباقا |
عجّل الله فراقى َ قوماً | تركوني لا أَذمُّ الفراقا |
أنا فى كلّ وقاحِ المحيّا | لايريكَ الوُدَّ إلاّ نِفاقا |
إنْ كبا عن تَلْعَة ٍ للمخازي | نزعَ العِرقُ به فتَراقى |
معشرٌ إنْ خبروا فغصونٌ | حَسُنَتْ مرأى ً ومَرَّتْ مَذاقا |
كلّما زِدتُهُمُ من جميلٍ | زدتُهمْ مَقْلِيَة ٌ وشِقاقا |
وإذا عاتبتهمْ أوسعونى | كلماتٍ أوسعوها اختلاقا |
نَتَلاقى وسقامُ قلوبٍ | لا نداويه بأنْ نتلاقى |
أمِنَ الأشجانِ كنتُ خَلِيّاً | حين حادي الذَّوْدِ زَمَّ وساقا |
قاد قلبى منهمُ أحوذى ٌّ | رشَّحوهُ ليقودَ النِّياقا |
قلْ لمنْ عانقني ثمَّ ولَّى | سوفَ أحيا لا ألذُّ العِناقا |
عَجِبَ الرَّكبُ ضُحى ً يوم بانوا | كيف لم " نزدْ " هوًى واشتياقا |
ثمّ قالوا: نحن نعتدُّ عذراً | إِنْ تفرَّقْنا وعشتَ فَواقا |
قد أفاقَ الواجدون وملُّوا | والذي يَهواكُمُ ما أفاقا |
ليسَ عندي لسواكمْ خَلاقٌ | فاجعلوا عندكمْ لى خلاقا |
نحنُ قومٌ في ذُرا باسقاتٍ | ضربَ العزُّ عليها رِواقا |
نقتنى إمّا رماحاً طوالاً | للأعادي أو سُيوفاً رقاقا |
في خيامٍ للقِرى ماثلاتٍ | ر طتْ أطنابهنَّ العتاقا |
وإذا ما جُلْتَ حول فِناءٍ | فاق مَنْ نُؤْويه منّا ففاقا |
لم تجدْ إلاّ مجرّاً لرمحٍ | أو نَجيعاً من عدوٍّ مُراقا |
ونمتنا من قريشٍ بدورٌ | طالعاتٌ لا تُخافُ مُحاقا |
لبسوا المجد فإمّا رداءً | سَحبوا هُدّابَهُ أو نِطاقا |
" قد خلونا " بعدكمُ بالمعالى | نَتعاطاها كؤوساً دِهاقا |
لم يَعُقْنا عن بلوغ الأماني | فى المعالى ما ثناكمْ وعاقا |
عجَّ هذا الدّهرُ ياقومُ منَّي | كعجيجِ الفحلِ أمَّ الخِفاقا |
كلمّا ثبطنى عن مرامٍ | زادني ضِنّاً به واعتلافا |
إنَّ للدُّنيا حِبالَ غرورٍ | فاخترقها تنجُ منها اختراقا |
من أراد العزَّ فيها مقيماً | فلْيُبِتْها كلَّ يومٍ طلاقا |