خليلى َّ من فرعى ْ معدٍّ تأمّلا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
خليلى َّ من فرعى ْ معدٍّ تأمّلا | بعينيكُما بَرْقاً أضاءَ يمانِيا |
كما قلَّبَتْ خَرْقاءُ في غَبَشِ الدُّجَى | ذراعاً شُعاعِيَّ المعاصِمِ حاليا |
هَفا ثُمَّتَ استخفى فقلتُ لصاحبي: | ألا هلْ أراك البرقُ ما قد أرانيا ؟ |
تبسَّمَ عن وادي الخُزامَى وميضُهُ | وخالسَ عينيى َّ الحمى والمطاليا |
وضرَّمَ مابيني وبينَ مَتالعٍ | فأبصرتُ أشخاصَ الخيامِ كماهيا |
أضاءَ القصورَ البيضَ من جانبِ الحمى | فقلتُ: أثَغْراً ما أرى أمْ أقاحيا؟ |
وأقبل يشتقّ الغمامَ كأنّما | يزاحمُ بالبيداءِ كوماً متاليا |
تَراغَيْن لمّا أنْ دعاهُنَّ حالبٌ | وأرسلنَ بالإبساسِ أبيضَ صافيا |
أقولُ وقد والَى عليَّ وميضَه: | ألا ما لهذا البرقِ صَحْبي ومالِيا؟ |
يشوّقنى منْ ليس يشتاق رؤيتى | ويذكرنى منْ ليس عنّى راضيا |
وما ذاكَ عن جُرْمٍ، ولكنْ بدأتُهُ | بصَفْوِ ودادٍ لم يكنْ عنه جازيا |
ديارٌ وأحبابٌ إذا ما ذكرتُهمْ | شَجِيتُ ولم أمِلكْ دموعي هوامِيا |
أوانسُ إنْ نازَعْنَنا القولَ ساعة ً | نثرن على الأسماعِ منه لآليا |
ويُحْسَبْنَ من حُسنٍ بهنَّ وزينة ٍ | على أنَّهنّ عاطِلاتٌ حَواليا |