أنجدْ إذا شئتَ في الأرزاق أو أغرِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أنجدْ إذا شئتَ في الأرزاق أو أغرِ | فلستَ تأخذُ إلاَّ من يدِ القدَرِ |
و ما أصابك والأقدارُ كافلة ٌ | بأَنْ يُصيبَكَ لاتَلْويه بالحذَرِ |
و قد رأيتُ الذي تذوى القلوبُ به | لولم يكنْ ليَ قلبٌ صِيغَ مِن حَجَر |
فكِّرْ بقلبك فيما أنت تُبصرُهُ | فالأرضُ مملوءة ُ الأقطارِ بالعِبَرِ |
و لا تبتْ جذلاً بالشيء يتركهُ | عليكَ خطبٌ جَفا عَمْداً ولم يَذَرِ |
ولاتقلْ: فاتتِ الأخطارُ إنْ عَزَبَتْ | فلم يَفُتْ خَطَرٌ إلاّ إِلى خَطَرِ |
كيف القرارُ لمن يمسي ويصبح في | كلِّ الذي هو آتيهِ على غَرَرِ |
يبيتُ إما على شوك القتادِ له | جنبٌ ، وإما على فرشٍ من الإبرِ |
أجلْ لخاظكَ في الأقوامِ كلهمُ | فلستَ تُبصرُ إِلاّ سَنْحَة َ البَصَرِ |
أما ترى ما أراهُ من عيوبهمُ | وليسَ فيها لهمْ عذرٌ لمعتذِرِ |
في كلَّ يومٍ تراني بين أظهرهمْ | أحتال في نفعِ من يحتال في ضروري |
قالوا: اصطبرْ قلتُ: قد جُرِّعتُ قبلكُمُ | من التصبرِ كاساتٍ من الصبرِ |
وما انتفعتُ وطولُ الهمِّ يَصحبُني | عمرَ الحياة ِ بما قد طال من عمري |
وقد غرستُ غُروساً غيرَ مُثمرة ٍ | و عاد بالكدَّ من لم يحظَ بالثمرَ |
من أين لي في جميع الناس كللهمُ | حلوُ الشمائل منهم طيبُ الخبرِ ؟ |
أحلى لقلبيَ من قلبي وأعذبُ في | مَذاقِهِ ليَ مِن سمعي ومن بَصَري |
وكلَّما غَمزَتْ كفِّي جوانبَه | غمزتُ منه أنابيباً بلا خورِ |
أبثهُ عحرى حتى يكون لها | كفيلَها وأُقضِّي عنده بُجَري |