مرَّتْ بنا بمصلَّى الخَيْفِ سانحة ٌ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مرَّتْ بنا بمصلَّى الخَيْفِ سانحة ٌ | كظبية ٍ أفلتتْ أثناء أشواكِ |
نبكى ويضحكها منّا البكاء " لها " | ماذا يمرّ من المسرور بالباكى |
فقلتُ والقولُ قد يَشْفي أخا شَجَنٍ | وربَّما عطفَ المشكوُّ للشاكي |
أُعطيتِ منّا الذي لم نُعطَ منكِ فلو | رام الهوى النّصف أعطانا وأعطاكِ |
ولستِ بالرِّيمِ لكنْ فيكِ أحسنُهُ | ولستِ ظَبْياً وريّا الظَّبْيِ رَيّاكِ |
تودّ شمسُ الضّحى لو كنتِ بهجتها | وودّ بدرُ الدّجى لو كان إيّاكِ |
قد كنتُ أحسبني جَلْداً فأيْقظني | منّى على الضّعفِ أنّى بعضُ قتلاكِ |
لا باركَ اللهُ في قلبٍ قَلاكِ ولا | أَبكى السّماءَ لمن بالسُّوءِ أبكاكِ |
ولا تولَّى الذي ولاّكِ جانِبَهُ | ولا عدا الخيرُ إلاَّ مَنْ تعدّاكِ |
أشقَيتِ منّا قلوباً لا نقولُ لها: | أشقَى الإلهُ الذي بالحبِّ أشقاكِ |
وكنتِ ملذوذة ً والمرُّ منك لنا | وما أمرَّكِ شيءٌ كانَ أحلاكِ |
هل تذكرين - وما الذكرى بنافعة ٍ - | مَسْرَى الرّكائبِ يومَ الجِزعِ مسراكِ |
فى ليلة ٍ ضلّ فيها الرّكبُ " وجهتهمْ " | لولا ضياءُ جمالٍ من مُحيّاكِ |
بتنا نميلُ على أقتادنا طرباً | مُصغينَ نحو الذي بالحسنِ أطراكِ |
مسهَّدين ولولا داءُ حبِّكمُ | أكرى العيونَ لنا مَن كان أكراكِ |
إنْ بتِّ آمنة ً منّا عليك كما | شاء العفافُ فإنّا ما أمنّاكِ |
أو كنتِ سالية ً لمّا خطاكِ هوى ً | غدا علينا فإنّا ما سَلَوْناكِ |
وإنْ مللتِ فقوماً لا ملالَ بهمْ | وإنْ شئمتِ فإنّا ما سئمناكِ |
أيُّ الشّفاءِ لداءٍ في يديكِ لنا | وأى ُّ رى ٍّ لصادٍ من ثناياكِ ؟ |
لولا الغُواة ُ وخوفٌ مِن وِشايتهمْ | ما كان مثواى إلاّ حيثُ مثواكِ |
مَلكْتِنا بالهوَى والحبُّ مَتْعَبَة ٌ | فحبذا ذاك لو أنّا ملكناكِ |
ولو أُصِبْتِ بداءٍ قد أصِبْتُ به | علمتِ مافي فؤادٍ باتَ يَهْواكِ |
إنْ تشكرى فاشكرى من لم يذقكِ هوًى | ومَن بحبِّك أبلانا وأبلاكِ |
وكيف يصو فؤادٌ فيكِ مختبلٌ | تسرى سرى دمهِ فيه حميّاكِ ؟ |
ولو رميتِ وريعانُ الشّباب معى | أصميتِ مِنِّيَ مَن بالحبِّ أصماكِ |
كم مرّة ٍ زرتنا وهناً على عجلٍ | سريتِ فيه وما أسرتْ مطاياكِ |
حتّى التقينا على رُغم الرُّقادِ وما | ذاك اللّقاء سوى وسواسِ ذكراكِ |
فإنْ هجرتِ وقد أخلفتِ واعدة ً | فبالذي زُرتِ ما واعدتِنا ذاكِ |