إنَّ العقيقَ يزيدني خَبَلا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
إنَّ العقيقَ يزيدني خَبَلا | إنْ زرتُه صبحاً وإنْ أُصُلا |
ولقد وقفتُ عليه أسألُهُ | عن ملعبِ الأحبابِ ما فَعلا؟ |
وقصيرِ عيشٍ فيه مُختَلَسٍ | ولّتْ غضاضتهُ وما كملا |
ومن السّفاهة ِ ظلتَ بعدهمُ | تبكى الرّسومَ وتندبُ الطّللا |
وعلى العقيقِ ربيبُ أفئدة ٍ | ولّيْتُهُ أمري فما عدلا |
دمثُ الشّمائلِ باتَ يقتلني | وكأنَّه من ضَعفهِ قُتلا |
لمّا استضَافَ إلى محاسنهِ | سلبَ الغزالَ الجيدَ والكحلا |
قل للذي مِن فَرْطِ غُرَّتِهِ | ما زال حتّى حرّم " القبلا " |
لا تعطنى غبَّ المطالِ فما | أعطاك ما تبغيه منْ مطلا |
فبما هَدَأْتَ تركتني قَلِقاً | وبما أمنتَ أبّتنى وجلا |
يا طيفُ زُرنا إن نَشِطَتْ لنا | فالرّكبُ بالأبواءِ قد نزلا |
عدَّ النّهارَ مطيّة ً لغبتْ | وخذ الظّلامَ على السّرى جملا |
ودع التعلّلَ فالحبيب إذا | ملًّ الوصالَ تطلّبَ " العللا " |
عجّل سراك إلى مضاجعنا | وإذا حضرتَ فلا تغبْ عجلا |
من أين يعلو من يحاذره | قطعَ الخيالُ الحبلَ أم وصلا؟ |
قالوا : سلوتَ ؛ فقلتُ حاشَ لمنْ | عشق الفضائلَ أنْ يقال سلا |
لا تعذلوا " فالمجدُ " ليس لمن | سمعَ الملامَ وسوَّغ العَذَلا |
لي يا عذولي في الهوَى شَجَنٌ | لم يخشَ منِّي في هوى ً مَلَلا |
لمّا انقطعتُ إلى مودّتهِ | لم يُبقِ لي عذلي به غَزَلا |
لا تحفلنْ بالمرءِ تألفهُ | أبداً لماء الوجهِ مبتذلا |
وأرتَدْ لودِّك كلَّ منخَرِقٍ | يهبُ الجديدَ ويلبسُ السَّمَلا |
قد قلتُ للحادين أيقظهمْ | داعى الرّحيلِ فأزعجوا الإبلا |
أمُّوا بها مَلْكَ الملوكِ فما | نبغى به عوضاً ولا بدلا |
عقراً لها أنْ لا تردّ بها | وأضلَّها مقتادُها السُّبُلا |
ورعتْ فجاجاً لا تصيب بها الـ | حَوْذانَ مكتهلاً ولا النَّفَلا |
يأيّها الملكُ العريضُ ندًى | فى معتفيهِ والطّويلُ علا |
وابنَ الذي بسديدِ سِيرتِهِ | يُضحي المُحَنَّكُ يضربُ المَثَلا |
ما زال ثمّ قفوتَ سنّته | يطأ الهضابَ ويسكن القللا |
ومطالعُ الجوزاءِ قَبْلَكُمُ | ما داسها بشرٌ ولا انتعلا |
اسمعْ مديحاً ما أمنتُ به | لولا اهتزازك عنده الزّللا |
وإذا رضيتَ القولَ من أحدٍ | حازَ الرِّهانَ وأدركَ المَهَلا |
أمّا الذي أوْليتَنِيه بما | شرَّفتَ من ذكري فقد وَصلا |
مدحٌ تُفَضِّلُهُ ولو نُظِمتْ | أبياتهُ لسواك ما فضلا |
يَفديك مَن آمنتَ زَرْعتَه | وكفيتَه من أمرهِ الجَلَلا |
وأبَتَّهُ يَرِدُ الغِمارَ غِنى ً | ولقد ثَوى يَتَبرَّضُ الوَشَلا |
وإذا الملوك جروا إلى أمدٍ | كنتَ اللّبانَ وكانت الكفلا |
هذا وكم لك يومُ مَكْرُمة ٍ | تروِي الطِّلابَ وتُشِبعُ الأملا |
يومٌ تطيح به المعاذرُ والـ | ـأقوالُ ترجُمُ وسْطَهُ العَمَلا |
بذلٌ إذا قِسنا سِواهُ بهِ | فكأنّما بخل الذى بذلا |
لله درّك يا بن بجدتها | تَقري السُّيوفَ وتُولِغُ الأَسَلا |
فى موقفٍ حمى َ الحديدُ به | حتى لو استوقدتَه اشتعَلا |
والخيلُ نازية ٌ كأنَّ بها | مسّاً منَ الجِنّانِ أو خَبَلا |
تَسْتَنُّ بالفرسانِ ناجية ً | كالوحشِ ريعَ أو القطا جفلا |
سوّمْ " جيادك " وارمِ عن عرضٍ | جيحونَ بالأبطالِ منتضلا |
فعلى الذى وصل النجاحَ بما | تهواهُ ثمَّ عليَّ أن تَصلا |
واسعدْ بيوم المهرجانِ وخذْ | منهُ طويلَ العمرِ مُقتبلا |
وإذا لبستَ اللّيلَ تلبسهُ | عَطِرَ الغَلائِلِ بارداً خَضِلاَ |
واسلمْ ولا سلبَ الزَّمانُ لكمْ | ظِلاًّ يفيءُ لنا ولا نَقَلا |
وعيونُنا لا أبصرتْ أبَداً | أمداً لأمركمُ ولا أجلا |
واحتلّتِ النّعماءُ داركمُ | وامتدَّ فيها العزُّ واتَّصلا |
فعلى الإلهِ إِجابتي لكُمُ | وعليَّ بالإشفاقِ أنْ أَسَلا |