الحكمة ضالة المؤمن، هل حاولنا البحث عنها؟!
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
الحكمة ضالة المؤمن، هل حاولنا البحث عنها؟!الحكمة مِن معانيها العلمُ والفهم، ومن معانيها أيضًا القصد والاعتدال في التصرف، قال الله تعالى: ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 269]، ويقول الله تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ [النحل: 125].
ولقد عُرِف الأنبياء جميعًا عليهم السلام بحكمتِهم وسداد قولهم ورأيهم، كذلك وهب الله تعالى لقمانَ عليه السلام الحكمةَ، فوعظ بها ابنَه على وجه الخصوص؛ لأنه أولى بنصح أبيه، كما وعظ بها الناسَ جميعًا.
والمؤمن الحق لا بد أن يبحث عن الحكمة؛ ليتعلمها ويُعلِّمها في كل مجالات حياته، وفي كل موقف يتعرض له، ولا مانع أن يكتسب الإنسان سدادَ الرأي، وحسن التصرف مِن موقف تعرَّض له غيرُه، أو من نصحٍ أسداه إليه غيره، وقد قيل: "الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحقُّ بها"، ومن أقوال الشعراء:
لا تحقرنَّ الرأي وَهْوَ موافقٌ
حُكْمَ الصوابِ وإن أتى مِن ناقصِ
فالدرُّ وَهْوَ أعزُّ شيءٍ يُقتَنَى
ما حطَّ قيمتَه هوانُ الغائصِ
إن آفة الرأي الهوى والإصرارُ على الخطأ، بل والتمادي فيه، فكم من الناس يتبين له خطؤه فلا يرجع ولا يتبع الصواب، وإذا أنبتنا بذور الحكمة، وتعاملنا بها في بيوتنا وأعمالنا وعَلاقاتنا بالناس، فإن الصواب - لا شك - سيكون ملازمًا لنا، وحسنُ التصرف يكون قريننا.
إن البعض منا قد ينطقُ بالكلمة في غير موضعها، أو يأتي بالتصرف في غير موضعه، ومِن هنا تتوالى المصائب والنكبات، وتتعقد إلى أبعد الحدود المشكلات، تمامًا كمَن يأتي بالعرس في موطن الحزن، ومَن يأتي بالنائحة في موطن العرس، فالمسلم لا بد أن يُفكِّر في قوله قبل النطق به، ويَزِن أفعاله قبل الإتيان بها، ويُعطِي كل ذي حقٍّ حقَّه، فلا يُعمِل السَّوط إن أغنى الكلام، ولا يُعمِل السيف إن أغنى السوط، وذاك من تصرُّف أولي الألباب الحكماء العقلاء.
إننا نريد أن نُعلِي قيمةَ الحكمة في بيوتنا ومجتمعاتنا؛ إذ ليس من المعقول أن يكون لدينا المنهج الإلهيُّ والميراث النبوي، ثم بعد ذلك نكون أبعدَ الناس عن الحكمة قولًا وفعلًا.
نسأل الله تعالى السداد والحكمة في القول والفعل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته