ألا قلْ للوزير مقالَ مثنٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا قلْ للوزير مقالَ مثنٍ | بما يولى من المننِ الجسامِ |
أبي سعدٍ ومَن لولاهُ كانتْ | أمورُ العالمين بلا نظامِ |
أنِفْتُ تفضُّلاً من أنْ يُرى لي | مديحٌ سار فى قومٍ لئامِ |
ولو أنِّي جريتُ على اختياري | وكانتْ راحتي فيها زِمامي |
لَما عرَّجتُ إلاّ عن لئامٍ | ولاعرَّستُ إِلاّ في كِرامِ |
ولكنّ التّقيّة َ لم تزلْ بى | تقودُ إلى فعالٍ أو كلامِ |
عن القومِ الذين على هداهمْ | بقولٍ في حلالٍ أو حرامِ |
تلقّينا مجاملة َ الأعادى | وفى الأحشاءِ وقدٌ كالضّرامِ |
ولولا ما تراه سمعتَ قولى | وكم بلى َ المفوّهُ بالكمامِ |
وإنّى راقبٌ زمناً وشيكاً | يَبينُ به الصَّباحُ منَ الظّلامِ |
أَقولُ إذا أردتُ بلا اتّقاءٍ | وآتي ما أشاءُ بلا احتشامِ |
فعيشُ المرءِ لا عَبِقاً بسُؤْلٍ | ولا جَذِلاً بشيءٍ كالحِمامِ |
هو الزّمنُ الذى ما صحّ يوماً | لعانٍ فى يديه من السّقامِ |
جَموحٌ بينَ أضدادٍ فنَحْسٌ | بلا سَعْدٍ وصبحٌ في ظلامِ |
وما يسْطيعُ فَرْقاً فيهِ إلاّ | قليلٌ بينَ عَضْبٍ أو كَهامِ |
وقد عشيتْ عيونٌ فيه عن أنْ | تميّز بين نبعٍ أو ثمامِ |
وكلُّ مقالة ٍ قيلتْ دفاعاً | لشرٍّ فهى صفرٌ من ملامِ |
ومنْ لا فضلَ فيه ولا خلالٌ | تقدّم ما يقدّمه كلامى |
فما الأقدامُ تعدلُ بالهوادى | ولا خُفٌّ يُسَوَّى بالسَّنامِ |
ومن هو ناقصٌ لم يدنُ يوماً | بتفضيلٍ إِلى دارِ التَّمامِ |
ومدحك لامرئٍ كذباً هجاءٌ | وطيفٌ زارَ في سُكْرِ المنامِ |
ولو أنّا عددنا كلَّ نابٍ | عن الحسنى حقيقٍ بالملامِ |
لكانَ النّاسُ كلُّهمُ سواءً | وأخرجناك من كلِّ الأنامِ |
فمدحك دون كلِّ النّاسِ حلٌّ | وفى باقى الورى كلُّ الحرامِ |