أَعَلَى الرَّكائبِ سارتِ الأحداجُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أَعَلَى الرَّكائبِ سارتِ الأحداجُ | والبَينُ ما عنهُ هُناك مَعاجُ؟ |
لا تطلبوا "منِّي" السلوَّ فليس مِنْ | حاجي وليَ في منْ ترحّلَ حاجُ |
قالوا: اصطبرْ والصبرُ ليسَ بزائلٍ | مَنْ عندَهُ بالغانياتِ لجاجُ |
ودواءُ أمراضِ النّفوسِ كثيرة ٌ | والحبُّ داءٌ ليس منه علاجُ |
بيني وبين تجلُّدي وتماسكي | والعيسُ تُرحلُ للفراق رِتاجُ |
همْ أَوقدوا نارَ الهوَى في أضلُعي | بقراقهمْ يومَ الرّحيل وهاجوا |
في ساعة ٍ ما إنْ بها إلاّ حوى ً | يُضني وسيلُ مدامعٍ ثجّاجُ |
عاجُوا علينا بالوَداعِ وليسَ لي | صَبرٌ عليهِ فليتَهُمْ ما عاجوا |
وسَرَوا بمُسوَدٍ بهيمٍ مالهمْ | إلاّ وجوهُ البيضِ فيه سراجُ |
وغذا همُ بالرغمِ منّا أدلجوا | أودى المتيَّمَ ذلك الإدلاجُ |
ولقد نعى وَصْلي لكمْ وبكى به | قبلَ الفراقِ النَّاعقُ الشَّحّاجُ |
نادَى فأزعَجَ كلَّ من لم يأْتِهِ | لولاهُ إِقلاقٌ ولا إزعاجُ |
لِمْ شِرْبُكمْ عندي النَميرُ وعندكمْ | شِربي على الظمأِ الشديد أجاجُ؟ |
وإذا ضنِنتمْ بالعطاءِ فليتَهُ | ما كان إفقارٌ ولا إحواجُ؟ |
والبُخلُ مِلْءُ بيوتِكمْ فمتى يُرَى | يُثرى ويُغنى منكمُ المحتاجُ |
وأنا الفصيحُ فإنْ شكوت إليكمُ | جَنَفَ الغرامِ فإنَّني اللَّجلاجُ |
وفلاحُ قلبٍ لا يُرجّى بعدما | وَلِيَتْ عليهِ الطِّفلة ُ المِغْناجُ |
أقسمتُ بالبيتِ الحرامِ وحولَهُ | للزَّائريهِ منَ الوُفودِ ضَجاجُ |
عَرَقَتْهُمُ حتَّى أتَوْهُ هُزَّلاً | بيدٌ عِراضٌ دونَهُ وفجاجُ |
ومنى وبُدْنٍ ما صًرعنَ بتُربها | ـنَدْبُ الخفيفُ إذا عَلا الهِلباجُ |
والمَوْقِفَيْنِ عليهما وإليهما | طَلَبَ "النّجا وتزاحمَ" الحُجاجُ |
لولايَ لم يكُ للنّدى سيلٌ ولا | في الرَّوع إلجامٌ ولا إسراجُ |
ما ضَرَّني أنْ ليسَ فوقَ مَفارقي | تاجٌ ومن فضلي عليَّ التّاجُ |
وأنا الغبينُ وضيتُ بإن تُرى | فوقي العيوبُ وتحتيَ الهِملاجُ |
وبأنْ تَقِلَّ مَكارمٌ مِنِّي ولي | ثَمَرٌ كثيرٌ سائغٌ وخَراجُ |
والضّاحكون بيومِهمْ ما فيهُمُ | إلاّ الذي هو في غدٍ نشّاجُ |
دعْ مَن يكونُ جمالَهُ وفخارَهُ | في الفاخرينَ الوَشْيُ والدّيباجُ |
فثيابُ مِثلي يومَ سِلْمٍ عِفَّة ٌ | وثيابُ جسمي في اللّقاءِ عَجاجُ |
قلْ للأُلى سَخِطوا الجميلَ فمالهمْ | يومًا إلى كسبِ العُلا مِنهاجُ: |
لو شئتمُ أن تعلموا لعلمتُمُ | علمي فليس على العلوم سِياجُ |
ما فيكمُ لولايَ لو أنصفتمُ | دخَّالُ كلِّ كريهة ٍ خَرّاجُ |
كلُّ الفضائلِ في يدَيَّ وما لكُمْ | منهنَّ أفرادٌ ولا أزواجُ |
ومعالمي خضرُ الذّوائبِ لم يَسرِ | فيهنَّ إخلاقٌ ولا إنْهاجُ |
ولقد ظهرتُ فليس يُخفي شُهرتي | في النّاسِ إدراجٌ ولا إدماجُ |
وعَشيتُمُ منّي وفوق رؤؤسكمْ | بالرّغم يلمع كوكبي الوّهاجُ |
فالمَكْرُماتُ عقيمة ٌ منكُمْ ولي | منهنّ في كلّ الزّمانِ نتاجُ |
ما فيكمُ صفوٌ ولكنْ أنتمُ | كَدَرٌ لصفوٍ في الوَرى ومِزاجُ |
قُوموا أَروني تابعًا فردًا لكُمْ | ودَعُوا الّذي أتباعُهُ الأفواجُ |
والنقصُ ملتحفٌ بكمْ ما فيكمُ | عنهُ المحيصُ ولا لهُ إفراجُ |
حتَّى سُويعاتُ السُّرورِ قَصيرة ٌ | فيكُمْ ووضعُ الحاملاتِ خِداجُ |
وإذا رضيتم بالحُطامِ فلا ارتوى | صادٍ ولا امتلأتْ لكمْ أعفاجُ |
من لي بخِلٍ يستوي ليَ عنده | يُسْري وعُسْري والغِنى والحاجُ؟ |
وإذا عَرَتني في الزّمانِ شديدة ٌ | فَهُوَ المكشِّفُ كَرْبَها الفَرّاجُ |
ما يَسْتوي جَدْبٌ وخِصْبٌ لا ولا | وَشَلٌ وبحرٌ فائضٌ عَجَّاجُ |
بِتْنا ونحن المُعرِقون تقودنا | بينَ العِدى وتَسُوقُنا الأعلاجُ |
ماوِرْدُنا في الدهر إلاّ رَنْقُهُ | ولنا الإضاعة ُ فيهِ والإمراجُ |
لا خيرَ في هامٍ بغير أزِمّة ٍ | فينا وسَجْلٍ ليس فيه عِناجُ |
ماحقُّ مِثلي وهو ممّن قولُهُ | يسري إلى الآفاقِ منه لِهاجُ |