نَوِّلِينا منكِ الغداة َ قليلا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
نَوِّلِينا منكِ الغداة َ قليلا | وصلينا فقد هجرتِ طويلا |
ودَعينا من المَلالِ فما نَعْـ | ـرفُ مولًى فى الحبّ إلاّ ملولا |
وأطيعى فينا العذولَ فما زلـ | ـتِ تطيعين فى المحبّ العذولا |
وعدينا فربّما علّل الوعـ | ـد فى الماطلين قلباً عليلا |
قد مَرَرْنا على الدّيارِ تبدَّلْـ | ـنَ دُثوراً بِجِدّة ٍ وخُمولا |
نكرتها منّا العيونُ فما تعر | ـرفُ إِلاّ رسومَها والطّلولا |
وبوادى البشامِ من لو رشفنا | ه شفينا من الفؤاد غليلا |
جمعَ الحسنَ وجهُهُ فتولَّى | ـهُ طلوعاً وكان يرجو الغُفولا |
قلْ لمُغْرٍ بالصَّبرِ وهْوَ خَليٌّ | وجميلُ العذول ليس جَميلا |
ما جَهلنا أنَّ السُّلوَّ مُريحٌ | لو وجدنا إلى السُّلوِّ سبيلا |
جزعت للمشيب " جانية ُ الشّيـ | ـبِ وقالت: بئس النَّزيلُ نزيلا |
ورأتْ لمّة ً كأنّ عليها | صارماً من مشيبها مسلولا |
رَ اللّواتي علَّمْنَ فيه الجَهولا | عَنَتُ الغانياتِ منه مَهولا |
عانيتْ منه والحوادثُ ينكرْ | نَ طُلوعاً لم ترجُ منه أُفولا |
لا تذمّيه فالمشيبُ على طو | لِ بقاءِ الفتى يكونُ دليلا |
لو تخيَّرتُ والسّوادُ ردائي | ما أردتُ البياض منه بديلا |
وحسامُ الشبابِ غير صقيلٍ | هو أشهَى إليَّ منه صَقيلا |
قد طلبا فما وجَدْنا عنِ الشَّيـ | ـبِ مَحيصاً يُجيرُنا أو مُميلا |
إنّ فخرَ الملوك والدِّين والدَّو | لة ِ ألقَى عليَّ مَنَّا ثَقيلا |
نلتُ منه فوقَ المُنى وعُدِمْنا | قبله من " يبلّغِ " المأمولا |
فمتى ما مَثَلْتُ بينَ يديهِ | مدّ ضبعى حتّى شأوتُ المثولا |
وقراني والشّاهدون كثيرٌ | منه ذاك الترَّحيبَ والتأهيلا |
ثم أدنى إلى المحلّ الذى ينـ | ـظرُ نحوي فيه المُساقون حُولا |
كلَّ يوم له صنيعٌ كريمٌ | كانَ للدَّهر غُرَّة ً وحُجولا |
وأيادٍ جاءتْ وما " بعث " العا | فى إليها من الطّلابِ رسولا |
مُشرقاتٍ كما نظرتَ الثُّريّا | أَرِجاتٍ كما نشقْتَ الشَّمولا |
وولوعٍ بالجودِ يُجزِلُ إنْ أعـ | طَى نفيساً وإنْ أجابَ سَؤولا |
مَن سطا بابنِ واصلٍ بعدَ أنْ كـ | ـانَ لملْكِ الملوك خَطْباً جَليلا؟ |
لَزَّهُ في قَرارة ٍ تخذَ اللُّجْـ | ـجَة َ منها كهفاً له ومَقيلا |
في سَفينٍ ما كنَّ بالأمسِ في أَرْ | بقَ " إلاّ نجائباً وخيولا |
وألالاً مذروبة ً ودروعاً | ورماحاً خطّارة ً ونصولا |
مستجيراً بغمرة ِ الماء لا ينـ | ـوي مُقاماً ولا يريدُ رَحيلا |
كره الموتَ فى النّزالِ عزيزاً | فانثنَى هارباً فماتَ ذليلا |
لم تنلها ختلاً وشرٌّ من الخيـ | ـبَة ِ في الأمرِ أن تكونَ خَتولا |
وأبيها " تلك " القلالُ لقد ما | طلن من بأسك الشّديد مطولا |
لم يؤاتين طيعاتٍ ولكنْ | زلن لمّا أعييتها أنْ تزولا |
وهلالٌ أرادَها غِرَّة ً منـ | ـك فولَّى وما أصابَ فتيلا |
زار " وهناً " كما تزور ذئاب الـ | ـقاع ليلاً " فسالة ً " ونكولا |
ورأى نفسه تهاب من الحر | ب جهاراً فاختان حرباً غلولا |
فتلقّيته كمنتظرٍ منه | طلوعاً وكان يرجو " الغفولا " |
في رجالٍ شُمٍّ إِذا رُئموا الضَّيـ | ـمَ أسالوا من الدّماءِ سيولا |
ألفوا الطّعنَ فى التّرائب واللّبّـ | ـاتِ شيباً وصبية ً وكهولا |
فثَوى بعد أن مَنَنْتَ عليهِ | فى إسارٍ لولاه كان قتيلا |
لابساً ربقة َ الحياة ِ وقد كا | ن قَطوعاً عِقْدَ الحياة ِ حَلولا |
يا أعزَّ الورى نِجاراً وخِيماً | ومحلاًّ وجانباً وقبيلا |
والذى عاد كلُّ صعب من السّؤ | ددِ والمجد فى يديه ذلولا |
شكر الله منك أنّك سهّلـ | ـتَ إلى بيتهِ العتيقِ الوصولا |
ورفاقُ الحجيج لولاك ما كا | نوا على المشعرِ الحرامِ نُزولا |
لا ولا عَقَّروا بخَيْفِ مِنى ً نِيـ | ـباً وجرّوا على المقام ذيولا |
أنتَ شاطرْتَهمْ مقيماً بأوطا | نك ذاك التَّكبيرَ والتَّهليلا |
إنّ عيد النّحرِ المبارك قد جا | ءَ سريعاً بما تحبُّ عَجولا |
فاغشَه ناعمَ الجوانح جَذْلا | نَ شروداً فى الطيّباتِ دخولا |
لا جفاك السُّعودُ من كلِّ يومٍ | وتلقَّاك بُكرة ً وأَصيلا |
فلئن أَنجبا وطابا فروعاً | فبما طبتَ إذ نجبتَ أصولا |
وعلى مثل ما عهدنا ليوثُ الـ | ـغابِ تمضي قِدْماً عهدَنا الشُّبولا |