كأنَّ مُعَقِّري مُهَجٍ كرامٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كأنَّ مُعَقِّري مُهَجٍ كرامٍ | هنالك يعقِرون بها العِباطا |
فقل لبني زياد وآل حربٍ | ومن خلطوا بغدرهم خلاطا: |
دماؤكم لكم ولهم دماءٌ | ترويها سيوفكم البلاطا |
كُلوها بعدَ غصبكُمُ عليها انْـ | تهاباً وازدراداً واستراطا |
فما قدمتم إلا سفاهاً | ولا أمرتم إلا غلاطا |
ولاكانَت منَ الزَّمن المُلَحَّى | مراتبكم به إلا سفاطاً |
أنحوَ بني رسولِ الله فيكُمْ | تقودون المسوَّمَة َ السِّلاطا |
تثار كما أثرت إلى معينٍ | لتكرع من جوانبه الغطاطا |
وما أبقت بها الرَّوحاتُ إلا | ظهرراً أو ضلوعاً أو ملاطا |
وفوقَ ظهورِها عُصَبٌ غِضابٌ | إذا أرضَيْتَهمْ زادوا اختلاطا |
وكلُّ مرفَّعٍ في الجّو طاطٍ | ترى أبداً على كتفيه طاطا |
إذا شهد الكريهة لا يبالي | أشاط على الصوارم أم أشاطا |
ومامدّ القنا إلا وخيلت | على آذان خيلهم قراطا |
وكم نعم لجدهم عليكم | لقينَ بكمْ جُحوداً أو غِماطا |
هم أتكوا مرافقكم وأعطوا | جنوبكم النمارق والنماطا |
وهمْ نَشَطوكُمُ من كلِّ ذُلٍّ | حَلَلْتُمْ وسْطَ عَقْوتِهِ انتشاطا |
وهمْ سدُّوا مخارِمَكمْ ومدُّوا | على شجرات دوحكم اللياطا |
ولولا أنّهم حدبوا عليكم | لما طلتم ولاحزتم ضغاطا |
فما جازيتم لهم جميلاً | ولا أمضيتم اهم اشتراطا |
وكيف جحدتم لهم حقوقاً | تبين على رقابكم اختطاطا؟ |
وبينَ ضُلوعِكُمْ منهمْ تِراتٌ | كمَرْخِ القيظِ أُضرِمَ فاستشاطا |
ووِتْرٌ كلّما عَمَدَتْ يمينٌ | لرقع خروقه زدن انعطاطا |
فلا نَسبٌ لكمْ أبَداً إليهمْ | وهل قُربى لمن قطعَ المناطا |
فكم أجرى لنا عاشور دمعاً | وقطع من جوانحنا النياطا |
وكم بِتْنا به واللّيلُ داجٍ | نُميط من الجَوى مالن يُماطا |
يُسقِّينا تذكُّرُهُ سِماماً | ويولجنا توجعه الوراطا |
فلا حُدِيَتْ بكمْ أبداً ركابٌ | ولارُفعتْ لكمْ أبداً سِياطا |
ولارفعَ الزَّمانُ لكم أديماً | ولاازددتمْ به إِلاّ انحطاطا |
ولاعرفت رءوسكم ارتفاعاً | ولاألفت قلوبكم اغتباطا |
ولاغفر الإله لكم ذنوباً | ولاجُزتمْ هنالِكمْ الصِّراطا |