أنت من رفضت الغيث - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
العجب كل العجب لظمآن في حر الصيف والقيظ شديد.في أشد الحاجة لقطرة ماء يبل بها جوفه الملتهب وتلك الشفاه الجافة.
والغيث يهطل لكنه يدير له ظهره ويمد يده للنار أو لحرارة الشمس ينتظر منها المطر والقطر!!
الكثير والكثير من أبناء الأمة المحمدية يقعون في هذا الخطأ الشائن.
كلنا في أشد الحاجة للهدى والنور الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ليغيث القلوب والأبدان ويبعثها بعد مواتها ويشفي مرض المريض منها وينير البصائر والأعين العمياء ويبل القلوب الغلف الصماء.
وبالرغم من هذا، فإن المعظم أعطى لهذا الغيث المدرار ظهره ولا يزال يبحث عن الشمس في واضحة النهار ولا يدري أنه تحتها ولا يزال يبحث عن الغيث في صحارى صماء لا نبت فيها ولا زرع ولا ماء.
فيا من تبحث عن الحياة ويا من تعبت من البحث عن أسباب الري والنجاة إليك السبيل:
روى البخاري ومسلم بسنديهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَثَلُ ما بعثني الله به من الهُدى والعلم كمَثَل الغيث الكثير أصاب أرضًا، فكان منها نقية قبِلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادبَ أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشرِبوا وسقَوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تُمسِك ماءً، ولا تنبت الكلأ، فذلك مَثَل مَن فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلِم وعلَّم، ومَثَل مَن لم يرفَع بذلك رأسًا، ولم يقبل هدى الله الذي أُرسِلت به» (متفق عليه).
لو طرقنا كل الأبواب وبحثنا في كل الطرق لن نلج الجنة إلا خلفه ولن ندخلها إلا من بابه صلى الله عليه وسلم فهو حظنا من المرسلين ونعم الحظ والنصيب ونحن حظه من الأمم فاللهم اجمعنا به على الحوض.