من عذيري من سَقامٍ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
من عذيري من سَقامٍ | لم أجدْ منهُ طبيبا؟ |
وهُمومٍ كأُوارٍ النْـ | بقلوبٍ ليسَ يعرفْـ |
وكروبٍ ليتهنّ الـ | ـيومَ أشبهْنَ الكروبا |
وخطوبٍ مُعضلاتٍ | بِتْنَ يُنسين الخُطوبا |
شَيَّبتْ منِّيَ فَوْدَيْ | يَّ ولم آتِ المشيبا |
ودَعونا فرأَوا منْـ | ـسَ وقد كان رطيبا |
بانَ عنّي وتَناءى | كلُّ مَن كان قَريبا |
وتعرَّيْتُ مِنَ الأَحْـ | ـبابِ في الدُّنيا عُزوبا |
وسَقاني الدَّهرُ مِن فُر | قة ِ مَن أهوى ذَنوبا |
إنْ يومَ الطفّ يومٌ | كان للدِّين عَصيبا |
لم يدعْ في القلب منّي | للمسَرّاتِ نَصيبا |
ـني حَديثًا ونُيوبَا | فالتزمْ فيهِ النَّحيبا |
عُطَّ تامورَكَ واتْرُكْ | معشراً عطّوا الجيوبا |
واهْجُرِ الطِّيبَ فلم يَتْـ | ـرك لنا عاشور طيبا |
لعن الله رجالاً | أترعوا الدّنيا غُصوبا |
سالموا عجزاً فلمّا | قدروا شنّوا الحروبا |
في المعرّات يهبّـ | |
كلّما لِيموا على عَيـ | ـبِهمُ ازْدادوا عُيوبا |
رَكِبوا أعوادَنا ظُلـ | ـماً وما زلنا رُكوبا |
ـنا على البُعدِ مُجيبا | |
يقطعُ الحَزْنَ ويَطْوي | في الدَّياجيرِ السُّهوبا |
بمطيٍ لا يبالـ | ـنَ على الأَيْنِ الدُّؤُوبا |
لا ولا ذُقنَ على البُعْـ | ـدِ كَلالاً ولُغوبا |
وخيولٍ كرِئال الـ | ـدوّ يهززن السّبيبا |
فأَتَوْنا بجموعٍ | خالها الراؤن رُوبا |
بوجوهٍ بعدَ إسْفا | رٍ تبرقعنَ العُطوبا |
فَنَشِبْنا فيهم كُرْ | هاً وما نَهْوَى النُّشوبا |
ولقد كانَ طويلُ الـ | ـباعِ طَعّانًا ضَروبا |
بالظُّبا ثم القنا يَفْـ | ـري وَريدًا وتَريبا |
لا يُرى والحربُ تُغلى | قِدْرُها منها هَيوبا |
فجرى منّا ومنهم | عَنْدمُ الطعن صَبيبا |
وصَلينا من حريق الطـ | ـطَعنِ والضَّرب لهيبا |
كان مرعانا خصيباً | فبِهمْ عادَ جَديبا |
لم نكن نألف لولا | جورُهم فينا خُطوبا |
لا ولا تُبصِرُ عينٌ | في ضواحينا نُدوبا |
طَلبوا أوْتارَ بَدْرٍ | عندَنا ظُلمًا وحُوبا |
ورأَوا في ساحة ِ الطَّفْـ | ـفِ وقد فاتَ القَليبا |
قد رأيتمْ فأَرونا | منكمُ فرداً نجيبا |
أو تقيَّاً لا يُرائي | بِتقاهُ أو لبيبا |
كُلَّما كنّا رُؤُوسًا | للورى كنتم عُجوبا |
ما رأَينا منكُمُ بالـ | ـحقّ إلاّ مُستريبا |
وصَدوقًا فإذا فتْـ | ـشته كان كَذوبا |
وخليعاً خالياً عنْ | مَطمعِ الخير عَزوبا |
وبعيداً بمخازيـ | ـهِ وإنْ كانَ نَسيبا |
ليتَ عُودًا مِن غَشومٍ | حقَّنا كان صليبا |
وبودّي أنّ منْ يأْ | صَلُنا كانَ ضَريبا |
في غَدٍ ينضُبُ تيّا | رٌ لكُم فينا نُضُوبا |
ويقيءُ الباردَ السَّلْ | ـسالَ من كان عَبوبا |
ويعودُ الخَلقُ الرثُّ | |
والّذي أَضحى وأمسى | ناكباً يُضحي نكيبا |
آلَ ياسينَ ومَنْ فَضْـ | ـلُهُمْ أعيا اللّبيبا |
أنتُمُ أمْني لدَى الحشـ | ـر إذا كنتُ نخيبا |
أنتمُ كشّفتُمُ ليَ | بالتباشير الغُيوبا |
وبكُم أنجو إذا عُو | جِلتُ مَوتًا أنْ أنوبا |
وإليكُمْ جَمَحاني | ما حَدا الحادون نِيبا |
وعليكم صلَواتي | مَشْهدًا لي ومَغيبا |
يا سقى اللهُ قبوراً | لكم زنَّ الكثيبا |
حُزْنَ خيرَ الناس جَدّاً | وأَباً ضَخْماً حسيبا |
وهْوَ في الفِرْدَوس لمّا | قيل قد حلَّ الجُبوبا |