أرشيف الشعر العربي

يا ربِّ لا تجعلِ المنظورَ من أجلي

يا ربِّ لا تجعلِ المنظورَ من أجلي

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
يا ربِّ لا تجعلِ المنظورَ من أجلي يلقاك بالسّى ّءِ المكروهِ من عملى
واجعلْ مسيري إلى لُقياك يومَ تَرى حشرَ الأنامِ على نهجٍ من السُّبُلِ
فى واضحٍ جددٍ تأبى العثارَ به رِجْلي فلا هَفْوَتي فيه ولا زَللي
وأعطني الأمنَ في يومٍ تكونُ بهِ قلوبُ خلقك مُلقاة ً على الوَجَلِ
كم ذا أؤمل عفواً لستُ أكسبهُ ويلٌ لجلدى َ يوم النّارِ من أملى
وأُسْتَغَرُّ بما أمَّلتُ تخدَعُني لَيَّ الحوادثِ إذْ أَرْخَتْ من الطِّوَلِ
كأنَّني وزنادُ الخوفِ تلذعُني بما أخافُ وأرجو غيرُ محتفلِ
قولٌ جَميلٌ وأفعالٌ مُقبَّحة ٌ يا بعدَ ذا القول فى الدّنيا من العملِ
يا بُؤسَ للدَّهرِ غُرَّ العالِمون بهِ والجاهلونَ معاً في الأعصُر الأُوَلِ
مَضَوْا جميعاً فلا عينٌ ولا أثرٌ " حانوا " وحالوا وهذا الدّهرُ لم يحلِ
كأنّهمْ بعد ما استمطوا جنائزهمْ لم يَمْتطوا صَهَواتِ الخيلِ والإبلِ
قالوا : فرغتَ من الأشغال ؟ قلت لهمْ : لو لم أكن بانتظارِ الموتِ في شُغُلِ
إنِّي لأعلمُ علماً لا يخالجُه شكٌّ فأطمع للدّنيا ويطمع لى
بأنَّه لا مَحيصٌ عن مَدى سَفري ولا دواءٌ لِما أشكوهُ من عللي
وإنِّني سوفَ ألقَى ما يُطيحُ بهِ كيدي وتذهبُ عنه ضُلَّلاً حِيَلي
وكيف يطبق جفناً بالكرى رجلٌ وراءَه للرَّدى حادٍ منَ الأجلِ؟
أم كيف يصبح جذلاناً وليس له علمُ الإلهِ بعقبى ذلك الجذلِ ؟
يا راقداً ونداءُ الله يوقظُه ألاّ تزوَّدتَ فينا زادَ مُرتحلِ؟
مالي أراك على ربِّ الورى بَطِراً وأنتَ في النّاس ملآنٌ منَ الفَشَلِ
وكم تجود بجمّاتِ الثّوابِ غداً وأنتَ توصَفُ فينا اليومَ بالبُخُلِ
للهِ مَن لا تراهُ غِبَّ حادثة ٍ مُجرَّحاً بشفارِ اللَّومِ والعَذَلِ
يرنو إلى الدَّهرِ من أجفانِ صادقة ٍ بدا لها منه ما يخفى على المقلِ "
فالعزُّ في هجرة الدُّنيا وما ضمنتْ والذّلُّ فى طلب الأموال والدّولِ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (الشريف المرتضى) .

قلتُ وقد لاحَ بريقُ الدُّجَى :

عثرتُ ولولا انتياشُ الإلهِ

تعالوا إلى ما بيننا من تجرُّمٍ

قولوا لمن غلطَ الزَّمانُ به

أمِنكِ سرى طيفٌ وقد كانَ لا يسري


مشكاة أسفل ٢