يا ربِّ لا تجعلِ المنظورَ من أجلي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا ربِّ لا تجعلِ المنظورَ من أجلي | يلقاك بالسّى ّءِ المكروهِ من عملى |
واجعلْ مسيري إلى لُقياك يومَ تَرى | حشرَ الأنامِ على نهجٍ من السُّبُلِ |
فى واضحٍ جددٍ تأبى العثارَ به | رِجْلي فلا هَفْوَتي فيه ولا زَللي |
وأعطني الأمنَ في يومٍ تكونُ بهِ | قلوبُ خلقك مُلقاة ً على الوَجَلِ |
كم ذا أؤمل عفواً لستُ أكسبهُ | ويلٌ لجلدى َ يوم النّارِ من أملى |
وأُسْتَغَرُّ بما أمَّلتُ تخدَعُني | لَيَّ الحوادثِ إذْ أَرْخَتْ من الطِّوَلِ |
كأنَّني وزنادُ الخوفِ تلذعُني | بما أخافُ وأرجو غيرُ محتفلِ |
قولٌ جَميلٌ وأفعالٌ مُقبَّحة ٌ | يا بعدَ ذا القول فى الدّنيا من العملِ |
يا بُؤسَ للدَّهرِ غُرَّ العالِمون بهِ | والجاهلونَ معاً في الأعصُر الأُوَلِ |
مَضَوْا جميعاً فلا عينٌ ولا أثرٌ | " حانوا " وحالوا وهذا الدّهرُ لم يحلِ |
كأنّهمْ بعد ما استمطوا جنائزهمْ | لم يَمْتطوا صَهَواتِ الخيلِ والإبلِ |
قالوا : فرغتَ من الأشغال ؟ قلت لهمْ : | لو لم أكن بانتظارِ الموتِ في شُغُلِ |
إنِّي لأعلمُ علماً لا يخالجُه | شكٌّ فأطمع للدّنيا ويطمع لى |
بأنَّه لا مَحيصٌ عن مَدى سَفري | ولا دواءٌ لِما أشكوهُ من عللي |
وإنِّني سوفَ ألقَى ما يُطيحُ بهِ | كيدي وتذهبُ عنه ضُلَّلاً حِيَلي |
وكيف يطبق جفناً بالكرى رجلٌ | وراءَه للرَّدى حادٍ منَ الأجلِ؟ |
أم كيف يصبح جذلاناً وليس له | علمُ الإلهِ بعقبى ذلك الجذلِ ؟ |
يا راقداً ونداءُ الله يوقظُه | ألاّ تزوَّدتَ فينا زادَ مُرتحلِ؟ |
مالي أراك على ربِّ الورى بَطِراً | وأنتَ في النّاس ملآنٌ منَ الفَشَلِ |
وكم تجود بجمّاتِ الثّوابِ غداً | وأنتَ توصَفُ فينا اليومَ بالبُخُلِ |
للهِ مَن لا تراهُ غِبَّ حادثة ٍ | مُجرَّحاً بشفارِ اللَّومِ والعَذَلِ |
يرنو إلى الدَّهرِ من أجفانِ صادقة ٍ | بدا لها منه ما يخفى على المقلِ " |
فالعزُّ في هجرة الدُّنيا وما ضمنتْ | والذّلُّ فى طلب الأموال والدّولِ |