قرتْ عيونُ بني النبيَّ محمدِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قرتْ عيونُ بني النبيَّ محمدِ | بالقادرِ الماضي العزيمة ِ أحمدِ |
بموفقٍ شهدتْ له آباؤه | أنْ سوفَ يشتملُ الخلافة َ في غدِ |
جاءَتْه لم يُتعِبْ بها في صدرِهِ | همّاً ولا أوْما إليها باليدِ |
سبقتْ مخيلتها إليه وأكرمَ الـ | ـنعماءِ طالعة ٌ أمامَ الموعدِ |
ولقد علمتُ بأنَّها لا تَنْتضي | إلاّ شبا ماضي الغرارِ مهندِ |
لمّا مشَتْ فيه الظُّنونُ وأوسعَتْ | طَمَعاً يروحُ معَ العدوِّ ويَغْتَدي |
وتَنازعوا طُرُقاً إليها وعْرَة ً | جاءتْهُ في سَنَنِ الطَّريقِ الأقصدِ |
علقتْ بأوفى ساعدٍ في نصرها | وأذبَّ عن مِصباحِها المتوقِّدِ |
قَرْمٍ يضيفُ صَرامة َ المنصورِ في | قمعِ العدوَّ إلى خشوعِ المهتدى |
كالنّارِ عالية ِ الشُّعاعِ وربَّما | أخفَتْ تضرُّمَها بطونُ الرِّمْدَدِ |
يقظٌ يغضُّ جفونه وهمومهُ | من كلِّ أطراف البلادِ بمرصَدِ |
فخراً بني العباسِ إنّ قديمكمْ | يأبى على الأيامِ غيرَ تجددِ |
شرفٌ يميلُ بيَذْبُلٍ ويَلَمْلَمٍ | و علاً تعرس في جوار الفرقدِ |
و هيَ الخلافة ُ موطنٌ لم يفتقدْ | أطوادَهُ وشَرارة ٌ لم تخمُدِ |
إنْ نلتها ولكمْ لمجدك عندها | قدمٌ وكم في نيلها لك من يدِ |
قد وازنوك فكنتَ أضربَ فيهمُ | |
ودَعوك للأمرِ الجليلِ فلم تكُنْ | نَزْرَ الفَخارِ ولا قليلَ السُّؤْدُدِ |
يا بنَ الّذين إذا احتَبَوْا في مفخرٍ | عصفوا بكلَّ سيادة ٍ لمسودِ |
الطاعنو ثغرِ الرجال وعندهمْ | أنّ المسلمَ بالفرارِ هو الردى |
وإذا دُعوا لِمُلِمَّة ٍ فكأنَّما | فُجِرتْ لها دُفَعُ الغمام المُزْبدِ |
يفديكَ مَنْ يَغْشى بهاؤُك طرفَهُ | من كلِّ رِعْديدِ الجَنانِ مُعرِّدِ |
متطاولٍ فإذا عرضتَ للحظهِ | لصقتْ أسرة ُ وجههِ بالجلمدِ |
للهِ درك والعجاجُ محلقٌ | والخيلُ تعثرُ بالقَنا المتقَصّدِ |
و اليومُ تغدرُ بالمطالعِ شمسهُ | فيطالعُ الدنيا بوجهٍ أسودِ |
ما إنْ ترى إلاّ جريحاً ينثني | ضَرِج القميصِ على طريحٍ مُقصَدِ |
و البيضُ تعلمُ أنها ما جردتْ | بيديك إلاّ من حشاشة ِ معتدِ |
و أنا الذي ينمى إليك ولاؤهُ | أبداً كما يُنمَى إليكُمْ مَولدي |
ما حاجتي إلاّ بقاؤُك سالماً | تُعلي مَقاماتي وتُدني مَشْهدي |
وإذا دنوتُ إلى الرِّواقِ مُسلِّماً | أقذيتَ بي فيه نواظرَ حُسَّدي |
وكسوتَ مرتبتي هناك فضيلة ً | تَبقى على عَقِبي بقاءَ المُسْنَدِ |
في ساعة ٍ ملآى بكلَّ تحية ٍ | تَنْجابُ عن أفواهِ قومٍ سُجَّدِ |
و مواقفٍ عمرَ الجلالُ فناءها | فالحسنُ فيها بالمهابة ِ مُرتَدِ |
لا يستطيع الكرفُ يأخذُ لحظها | إلاّ مخالسة ً كلحظِ الأرمدِ |
وأحقُّ مَن لبسَ الكرامة َ مُخلصٌ | ما شابَ صفوَ ودادهِ بتوددِ |
أثني عليك وبيننا متمنعٌ | صعبُ المرامِ على الرجالِ القصدِ |
ولَئِنْ تحجَّبَ نورُ وجهك بُرهة ً | عنِّي فهاتيكَ المناقبُ شُهَّدِي |
خُذْها تَقَلَّبُ بينَ لفظٍ لم يَطُفْ | نطقُ الرواة ِ به ومعنى أوحد |
غَرّاءَ تستلبُ القَبولَ كأنَّما | جاءتْ تبشرُ صادياً بالموردِ |
واسلمْ أميرَ المؤمنين مزَوَّداً | نعماءَ موفورِ الحياة ِ مخلدِ |
تفنى القرونُ وطودُ ملكك راسخٌ | في خيرِ منزلة ٍ وأشرفِ مقعدِ |