وثقتُ بكمْ حتى خجلتُ وكم جنتْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
وثقتُ بكمْ حتى خجلتُ وكم جنتْ | لنا ثقة ٌ من خجلة ٍ في الصفائحِ |
و ما كنتُ أخشى قبلها إنْ كشفتكمْ | أُكشِّفُكمْ عن مثلِ هذي القبائحِ |
هبوني امرءاً لاَ منَّ منه عليكمُ | و لا كان يوماً عنكمُ بمنافحِ |
وإن قادكُمْ كُرْهًا إلى ربوة ِ العُلا | نكصتمْ على الأقفاءِ نكصَ طلائحِ |
و لم يسعَ فيما تبتغون ودونهُ | حجازٌ من الأعداءِ ليس ببارحِ |
و أدناكمُ عفواً إلى جانبِ الغنى | و كلكمُ ما بين ناءِ ونازحِ |
وقد صَلُحَتْ أيّامُكمْ باجتهادهِ | فلمْ يومهُ ما بينكمْ غيرُ صالحِ ؟ |
و أظفركمْ بالعزَّ والعزُّ شاهقٌ | وأنتمْ بلا طَرْفٍ إلى العزِّ طامحِ |
شَحَذْتُكُمُ سيفًا أصُدُّ به العِدَى | وما كانَ عندي أنَّ سيفيَ جارِحي |
و إنّ الذي أغراكمُ بقطيعتي | وقد كنتُ وَصَّالاً لكمْ غيرُ نازحِ |
و إني لسمحٌ بفراقكمْ | وما كنتُ فيه برهة ً بالمُسامِحِ |
تبدلتُ لما أنْ رأيتمْ ولم أعنْ | وإنّي لَسَمْحٌ باذلٌ بفراقِكمْ |
و أخرجَ ما أبدعتمُ من مساءة ٍ | هوى لكمْ قد كان بين الجوانحِ |
و لما شربتُ الودّ منكمْ بسومكمْ | رجعتُ بكفٍ بيعها غيرُ رابحِ |
ولولايَ في ميزانِكمْ يومَ خبرة ٍ | لما كان إلاّ شائلاً غيرَ راجحِ |
فلا تحسبوا أني مقيمٌ على أذى | فإنيَ موتورٌ كثيرُ المنادحِ |
إذا ضرَّني يومًا صديقي وساءَني | فما هو إلاّ كالعدوَّ المكاحِ |
تقطَّعَ وُدٌّ كان بيني وبينَكمْ | وطاحتْ به في الأرضِ إِحدى الطَّوائِحِ |
فمالي إلى أوطانِكمْ من مطامِحٍ | و مالي إلى أعطانكمْ من مسارحِ |
و ما ليَ إلمامٌ بدارِ حلولكمْ | وما كنتُ إلاّ بينَ غادٍ ورائِحِ |
وإنْ كانتِ البطحاءُ دارَ مُقامِكمْ | فماليَ تَعريجٌ بتلك الأباطحِ |
و أيقنتُ أني ثاوياً في دياركمْ | مقيمٌ على آلِ القفارِ الصحاصحِ |
و كنتُ وما جربتكمْ كلفاً بكمْ | فأظفرني تجريبُكمْ بالفَضائِحِ |
لنا في تلاقينا وجوهٌ ضواحكٌ | و كم دونهنّ من قلوبٍ كوالحِ |
وقد كنتُمُ صُبحًا بغيرِ دُجُنَّة ٍ | فقد صرتُمُ جُنْحًا بغيرِ مصابحِ |
فلا تسألوني عن صفاءٍ عَهِدتُمُ | فقد طار في هوجِ الرياح البوارحِ |
فإنْ تشحطوا بعد اجتماعٍ وإلفة ٍ | ببعض الرَّزايا الهاجماتِ الفوادِحِ |
فقلبيَ عنكمْ معرضٌ غيرُ مائقٍ | و دمعي عليكمْ جامدٌ غيرُ سافحِ |
وما كلُّ ما لاقيتُ منكمْ شكوتُهُ | و أولُ جدَّ المرءِ تعريضُ مازحِ |
فشتّانَ لو أنصَفْتُمُ من نفوسكمْ | و لم تظلموا ما بين هاجٍ ومادحِ |
و إنّ غبينَ الناسِ من بات عرضهُ | تُعرِّضُهُ السُّوءَى لبعضِ القرائحِ |