اسعدْ سعدتَ بساعة التّحويلِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
اسعدْ سعدتَ بساعة التّحويلِ | وبقاءِ ملكٍ في الأنامِ طويلِ |
وإِذا قدمتَ على المسرَّة ِ فليكنْ | ذاك القدوم لنا بغير رحيلِ |
وإذا دخلتَ إلى رباعك كان ذيّاك الدّخولُ لديك خيرَ دخولِ | لديك خيرَ دُخولِ |
قد آنَ أن تحظَى الأسرَّة ُ منك بالـْ | ـسُكنى كما حَظِيَتْ ظهورُ خيولِ |
دعْ منزلاً لا أهلَ فيه ولا بهِ | وأقمْ لنا بالمنزل المأهولِ |
لو تستطيعُ منازلٌ فارقْتَها | وحللتَ فيها اليومَ أيَّ حلولِ |
لسعتْ إليك تشوّقاً ولأوسعتْ | يمناك من ضمٍّ ومن تقبيلِ |
ولقد رأيتُ بخاطري وبناظري | في غابك المرهوبِ خيرَ شُبولِ |
الشّمسُ أنتَ وهمْ نجومٌ حولها | أقسَمْنَ أن لا رُعْتَنا بأفولِ |
لولا شهادتُهم عليك لكنتَ فيـ | وقد أقولُ لمن أراهُ يخيفُني |
إنْ ينحفوا لصباً فقد جثموا علًى | ولهمْ بفضل الأصل كلُّ عبولِ |
أيُّ البدور وقد تَبدَّى طالعاً | من قبلِ تَمِّ ليس بالمهزولِ؟ |
زينتْ علاك بنور أوجههمْ كما | زين الجواد بغرّة ٍ وحجولِ |
لهمُ القبولُ من المحاسن كلَّها | والحسنُ مطروحٌ بغير قبولِ |
ما فيهمُ إلاّ الذي هو صارمٌ | ماضى الشّبا ذو رونقٍ مصقولِ |
إنْ كان أغمدَ برهة ً فلسلّهِ | والمغمدُ المرجوّ كالمسلولِ |
عبقوا بنشر الملك وسط مهودهمْ | وبغاية ِ التّعظيم والتّبجيلِ |
فهمُ غُصونٌ لا ذَوَيْنَ على مدَى | مرّ الزّمان ولا دنتْ لذبولِ |
لا تختشِ ما عشتَ بادرة َ العِدى | فكثيرُهمْ من مكرِهمْ كقليلِ |
وابعثْ إلى مُعطيك كلَّ إرادة ٍ | من دعوة ٍ مسموعة ٍ برسولِ |
إنّ الذى أعطى المنى فيما مضى | يعطيك فى آتيك فوقَ السّولِ |
لك من مَعوناتِ الإِلهِ ونصرهِ | فى الرّوعِ أى ُّ أسنّة ٍ ونصولِ |
ولقد أقول لمن أراه يخيفنى | ويسدُّ عن طُرُقِ الرَّجاءِ سبيلي: |
دعني وعاداتِ الإله فإنَّني | لا أترك المعلومَ للمجهولِ |
أوَ ما رأيتَ اللهَ لمّا ضاقتِ الـأرجاءُ كيف أتى بكلّ جميلِ ؟ | ـأَرجاءُ كيف أتَى بكلِّ جميلِ؟ |
وأناَ الذى أهوى هواك ولا أرى | إلاّ بحيثُ تقيل فيه مقيلى |
وأنا الجوادُ فإنْ سُئلتُ تحوُّلاً | وإذا دخلتَ إلى رباعك كان ذيْـ |
حوشيتَ أن يعنى سواك بخاطرى | أو أنْ أجرّر فى ذراه ذيولى |
وإذا بقيتَ مملَّكاً ومسلَّماً | فقد ارتقيتَ إلى ذرا مأمولى |
خُذْها على عجلٍ فإِنْ قصَّرتُها | فبقدرِ ما أسلفتَ من تطويلى |
لي في الثَّناءِ على عُلاكَ قصائدٌ | كالشّمسِ تدخلُ دارَ كلِّ قبيلِ |
طبّقن شرقاً فى البلاد ومغرباً | ولهنّ فى القيعان كلُّ ذميلِ |
وسكنَّ أَلْبابَ الرِّجال، وحيثُما | كان القريض إليه غيرَ وصولِ |