أرشيف الشعر العربي

على الرَّبعِ رَبْعِ الرَّاحلينَ سلامي

على الرَّبعِ رَبْعِ الرَّاحلينَ سلامي

مدة قراءة القصيدة : 4 دقائق .
على الرَّبعِ رَبْعِ الرَّاحلينَ سلامي وإنْ هاج تسليمى عليه أوامى
تذكَّرتُ لمّا أنْ مررتُ على اللِّوى بأهلِ اللّوى وجدى وطولَ سقامى
وما مكَّنَ الحادون بي من تَلوُّمٍ عليه ولا حطّ بعضَ لثامى
وساروا وقلبي من ورائي تلفُّتاً وإنْ كان قصدُ النّاعجاتِ أمامى
وما كنتُ من قبل الذين ترحّلوا أقادُ إلى دار الهوى بزمامِ
ولمّا تركنا الأَثْلَ من جَنَباتِنا وأطربنى منهنّ نوحُ حمامِ
رمانى غزالُ الواديينِ بسهمهِ وطاشتْ وعندى الشّيبُ عنه سهامى
وما رابه إلاّ ابيضاضُ مفارقى وأنَّ صباحي في مكانِ ظلامي
نفضتُ الصِّبا عن أمِّ رأسي وقَلَّصَتْ عن الغانياتِ شرّتى وعرامى
فماليَ تعريجٌ بذاتِ قلائدٍ ولا ليَ إلمامٌ بذاتِ خِدامِ
فكم بينَ أنِّي رُقْتُهنَّ بفاحمي وبينى َ لمّا راعهنّ ثغامى
أقولُ وقد حلَّفتُ سَلْعاً لناقتي وزفرتها موصولة ٌ ببغامِ
وحنَّتْ كما حنَّ الآباءُ محرَّقاً تلاطمهُ النّكباءُ أى َّ لطامِ
فؤادى َ مشتاقٌ ودمعى َ جامدٌ وأنتَ بلا شوقٍ ودمعك هامِ
وليس بمُغنٍ في سوادِ جوانحٍ لقلب من وجدٍ بياضُ لغام
قِفي بي على الزَّوْراءِ في خيرِ موقفٍ وعوجي بنا منها بخيرِ إمامِ
فما لَكِ إنْ بلَّغْتِنِيه مَشافِرٌ يعدن إلى قطع المدا بخطامِ
ولستُ أبالى كيف أصبحتِ بعدها أَجبَّاءَ أم كَوْماءَ ذاتَ سَنامِ
وقد عَلِقَتْ كفَّيَّ بالنَّبعِ من مُنى ً فما أنا أمنى بعدها بثمامِ
فقولوا لِمَلْكِ النّاس عنِّيَ قولة ً إذا قلتُها لم أخشَ فيه مَلامي؟
ألستَ الذى لولاه لم يكُ "ركننا" بركنٍ ولا مدعومهُ بدعامِ ؟
ولولا الذي نظَّمتَهُ منه جاهداً لغُودِرَ محلولاً بغيرِ نظامِ
ولا كان منّا غيرُ حائمِ قفرة ٍ يلوذُ على حرِّ الصَّدى بحِيامِ
فأينَ ملوكُ الأرضِ منكَ وأين مِنْ تَبَلُّجِ إصباحٍ سوادُ ظلامِ؟
وأى ُّ مليكٍ قبلك اليوَ قادرٌ مضَى لم يطُفْ فيه برَبْعِ أثامِ؟
وأى ُّ حلالٍ قبلما أنت فاعلٌ رأيناهُ لم يمزِجْهُ بعضُ حرامِ؟
وأنتَ الذي أوْلَيْتنا النِّعمَ التي تركْنَ كِرامَ النّاسِ غيرَ كِرامِ
وقد جرّبوا منك الحفيظة َ حيثما دعيتَ إليها والعيونُ سوامِ
لدَى ساعة ٍ ما إنْ بها مُتحكِّمٌ سوى ذابلٍ لدنٍ وحدِّ حسامِ
وأنت على جنبى ْ سريعٍ إلى المدا كأنّك منه فوق ظهرِ شمامِ
وللخيلِ إمّا من نجيعٍ براقعٌ وإلاّ عثارٌ فى الصّعيد بهامِ
شللتَ على دوٍّ قطيعَ نعامِ
وحولك طلاّعون كلَّ ثنيّة ٍ إلى الموتِ ورّادون كلَّ حِمامِ
إذا قذفوا فى حومة ٍ فكأنّما تضرّمُ منه قفرها بضرامِ
تراهمْ كراماً بالنّفوسِ لدَى الوغَى ولكنَّهمْ في الحربِ جِدُّ لِئامِ
جعلتُك حِصْني يومَ خوفي من الأذى وتُرساً من الأعداء يومَ أُرامي
فأنتَ سِناني يومَ طَعْنِيَ في الكُلى وأنتَ حُسامي إنْ سلَلْتُ حسامي
ولستُ أبالى - بعد أن إبتَ بالّذى تريعُ جروحي عندَه وكِلامي
وإنّ عَنائي في هواك لَراحة ٌ وإنّ انتقاصى فى رضاك تمامى
وعن كلِّ شيءٍ تَجْتَويهِ طرائدي وفى كلِّ شىء ٍ ترتضيه حيامى
وما ضرَّني لمّا شَرِبتُك أنَّني غَرَفتُ فلم أشربْ كؤوسَ مُدام
ولا أنّ كفّى لم أنطها بعصمة ٍ من النّاس أطواراً وأنت عصامى
وحوشيتُ أن ألقى سواك مملّكاً هواى َ ومعطى باليدين غرامى
فإنْ تكُ أسبابٌ لديكَ ضعيفة ٌ فأسبابُ قربي منك غيرُ رِمامِ
فلا حانَ يومٌ منكَ فيه قطيعتي ولا آن وقتٌ فيه منك صرامى
ولا اطّرحتْ إلاّ بربعك أرحلى ولا كانَ إلاّ في ذُراك مُقامي
وأى ُّ كلامٍ لم يكنْ بمفاخرٍ سبقتْ بها سِلْكاً فليسَ كلامي
وهنّيتَ يومَ المهرجانِ فإنّه كفيلٌ بما تهوَى بكلِّ مَرامِ
يبشّرنا فيما نرى بإقامة ٍ وفى نعمٍ ألبستها بدوامِ
وما جاءَنا إلاّ بأسعدِ طالعٍ ولا زارَنا إِلاَّ بأفضلِ عامِ
ومهما تَدُمْ فالعينُ فيه قريرة ٌ وكلُّ غصونٍ للأنامِ نَوامِ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (الشريف المرتضى) .

ألا يا لَقومي لاعْتنانِ النَّوائبِ

أطوادُ عزِّك لا تُرامُ

قرنُتك بي والله يعلم أننّي

والله لا ذقتُ يوماً

وزائرٍ ما أجبنهْ


ساهم - قرآن ١