لعينِك منها يومَ زالتْ حمولُها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لعينِك منها يومَ زالتْ حمولُها | - وإنْ لم تنلْ - تذرافها وهمولها |
ومن أجلها لمَّا مررتَ بدارِها | وقد أوحشتْ منها شجتنى طلولها |
ولولا الهوى لم تَلْقَني بمنازلٍ | نواحلَ يستدعى نحولى نحولها |
أغنّى بها مجهولة ً لم تبنِ لنا | ويذكرنى غضَّ الوصالِ محيلها |
منَ الّلاتي يُسغِبْنَ النِّطاقَ هضامة ً | ويمشينَ بالبطحاء خِرشاً حُجولُها |
يقفنَ فيستوقفن لحظَ عيوننا | فما هنّ للأبصار إلاّ كبولها |
أُريغُ جَداها وهْي جِدُّ بخيلة ٍ | وأعْيا على راجي الغواني بخيلُها |
وليلة َ بتنا بالأبيرقِ جاءنى | على نشوة ِ الأحلامِ وهناً رسولها |
خيالٌ يرينى أنّها فوق مضجعى | وقد شطّ عنّى بالغويرِ مقيلها |
فيا ليلة ً ما كان أنعمَ بثَّها | تنازحَ غاوِيها وخابَ عذولُها |
وما ضرَّني منها وقد بتُّ راضياً | بِباطلها أنْ بانَ صُبحاً بُطولُها |
فلمّا تجلّى الّليلُ بالصّبحِ وامّحتْ | دَياجِرُ مُرخاة ٌ علينا سُدولُها |
أَفَقْتُ فلم يحصلْ عليّ مِنَ الذي | خدعتُ به إلاّ ظنونٌ أجيلها |
. . . . . . . . . . . . | وربَّ بُغاة ٍ ضَلَّ عنها سبيلُها |
. . . . . . . . . . . . | فما للمطايا ثمَّ إلاّ حلولها |
. . . . . . . . . . . . | مذلَّلة الأرجاءِ سهلٌ وصولُها |
وكم عُصبة ٍ حَطَّتْ لديه رحالَها | فأتْرَبَ عافيها وعزَّ ذليلُها |
لدى مجلسٍ لا يمزج الهزلُ جدّهُ | ولا ينطق العوراءَ فيه قؤولها |
تُلَوّى بهِ الأعناقُ مَيْلاً عن الهوى | وينصفُ من ضخمِ الشّعوب هزيلها |
إذا لم يملْ فيه إلى الحقِّ جورُه | عن القصدِ يوماً لم تجدْ من يميلها |
فتى ً كلُّ أطرافٍ له في كتيبة ٍ | يُصرِّفُها أو مَكْرُماتٍ يُنيلُها |
يُهابُ كما هابَ الشُّجاعُ قَريعَه | ويُرجَى كما تَرجو الغوادي مُحولُها |
وحلّ من العلياء ما لا تحلّه | حذاراً من الشّمِّ العوالى وعولها |
ففى كفّه رقُّ المكارمِ والنّدى | وما بيدِ الأقوامِ إلاّ غُلولُها |
أآلَ بويهٍ احفظوه لدولة ٍ | له وعليه صعبها وذلولها |
نماها فما تدعو سواه أباً لها | ومنجحره دبّتْ إلينا شبولها |
مدحتُك لا أنِّي إخالُ مديحة ً | تحيط بأوصافٍ لديك جميلها |
ولم يأتنى التّقصيرُ من عجز منطقى | ولكنْ دهاني من معاليك طولُها |
ولو أنّنى وفّيتُ فضلك حقّه | عددتُ مديحي زلَّة ً أستقيلُها |
فعشْ فى نعيمٍ لا يرى منه آخرٌ | وحالٍ بعيدٌ أنْ يحولَ حؤُولُها |