ياابن عبد العزيز إنّ ؤادي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ياابن عبد العزيز إنّ ؤادي | منذُ فارَقْتني عليكَ جريحُ |
إنَّ جَفْني عليك حزنًا جوادٌ | وهو في كلِّ مَن سواكَ شَحيحُ |
عَذَلوني وما استوى عند أهل الـ | ـنَّصْفِ والعدلِ سالمٌ وجريحُ |
داءُ قلبي يُدْوَى وفيهِ من الأشْـ | ـجانِ ما فيهِ ما يقولُ الصَّحيحُ |
ُوإذا لم تكنْ مُصيخاً إلى عَذْ | لٍ فِسيّانِ أعجَمٌ وفصيحُ |
لي لسانٌ ومدمعٌ حَمَلا رُزْ | ءَك ذا كاتمٌ وذاك يَبوحُ |
ويراني الصّحيحَ من ليس يدري | أنَّ غيري هوَ السَّليمُ الصَّحيحُ |
وَبِرغمي عَريتُ منكَ وبُعِدْ | تَ ردى ً واحتوى عليكَ الضّريحُ |
مفردٌ والأنيسُ عنْك بعيدٌ | ليس إلاّ جنادلٌ وصفيحُ |
وغمامٌ موكّلُ الجَفْنِ بالقَطْـ | رِ ووُرْقٌ منِ الحِمامِ ينوحُ |
ليس ينجو من الحِمامِ مليحٌ | لا ولا صادقُ الضِّرابِ مُشيحُ |
وإذا أمّكَ الحِمامُ فما يُغْـ | ـني من الطيرِ بارحٌ وسَنيحُ |
ومِنَ أينَ البقاءُ والجسمُ تُربٌ | يَتَلاشى ؟ وإنَّما الرُّوحُ روحُ |
وإذا غاية ُ الفتى كانتِ المو | تَ فماذا التَّعميمُ والتَّلميحُ؟ |
كلُّ يومٍ لنا بطُرْقِ الرّزايا | طَلَبَ الغُنْمَ رازحٌ وطليحُ |
رائحٌ مالهُ غُدُوٌّ، وإمّا | ذو غدوٍ لكنهُ لا يروحُ |
وإذا فاتَنا غَبوقُ المنايا | باتِّفاقِ الزَّمانِ فهْوَ الصَّبوحُ |
كم لنا مُودَعًا إلى ساعة ِ الحشـ | ـرِ ببطنِ التّراب وجهٌ صبيحُ |
وجليلاً مُعظَّمًا كانَ للآ | مالِ فيهِ التّرحيبُ والتَّرشيحُ |
أيُّها الذَّاهبُ الّذي طاحَ والأحـ | ـزانُ مِنّا عليه ليس تَطيحُ |
لا عرفتَ القبيحَ في دارك الأخـ | ـرى ، فما كانَ منك فعلٌ قبيحٌ |
ليس إلاّ الصّلاة ُ والصّومُ والتَّشهـ | ـيدُ جُنْحَ الظّلامِ والتّسبيحُ |
وحديثٌ تَرويهِ ما فيه إلاَّ | واضحٌ نيِّرٌ وحقٌ صحيحُ |
إنّ قوماً ما زال حشواً لأَضلا | عِك ودٌ لهمْ نقيٌّ صريحُ |
لك وِرْدٌ من حوضهم غيرُ مطرو | قٍ وبابٌ إليهمُ مفتوحُ |
والتقاءٌ بُهْمٌ وحولَهُمُ النّا | سُ فذا خاسرٌ وذاك ربيحُ |
والثّوابُ الّذي يضيقُ بقومٍ | هو من أجلهمْ عليكَ فسيحُ |
لستُ أخشى عليك عُسرًا ومنهمْ | لكَ مُعطٍ ونافحٌ ومُميحُ |
فسقى قبرَك الذي أتت فيهِ | مُسبِلٌ هاملُ السَّحابِ سَفوحُ |
كلّما جازه غمامٌ نزيحٌ | جاءَه مُثقَلُ الرِّبابِ دَلوحُ |
وإذا زاره الرّجالُ فلا زا | لَ عليهم منه الذُّكاءُ يفوحُ |