عَلَّ الهوى يَهْفو به العَذَلُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
عَلَّ الهوى يَهْفو به العَذَلُ | ويغضّ من جمحانهِ المللُ |
والحبُّ أضيعُ ما أطاف به | قلبٌ ونِيطَ بحفظهِ شُغُلُ |
ولقد صحبتُ العيشَ مصطبراً | سلوان لا يسطيعنى الغزلُ |
إنْ شئتُ أعمدتُ الخباءَ ولا | تحظَى بيَ الأستارُ والكِلَلُ |
ومُلَوَّحِ الخدَّين تحملُهُ | أبداً على أعناقِها السُّبُلُ |
نابٍ عن الأوطانِ فهوَ متى | ظفرتْ به الأوطان مرتحلُ |
تركَ البلادَ لمنْ أقامَ بها | وتقطَّعتْ عن عيشِهِ العُقَلُ |
يسعى إلى العلياءِ يُحرزُها | سعياً تحامَى وقْعْهُ الزَّلَلُ |
وإذا الفتى كُتبَ النَّجاءُ لهُ | فالكلمُ يعفو والأذى جللُ |
دَيني وإنْ ألْوَى المِطالُ بهِ | تَلْويهِ نحوي البِيضُ وَالأَسَلُ |
وسواى َ إنْ قعد الزّمان به | قعدتْ به الآراءُ والحيلُ |
والدَّهرُ يجذبُنا إلى أَمَدٍ | تَغنَى بهِ الأسفارُ والرَّحِلُ |
ما أقربَ الأعمالَ من أجلٍ | العمرُ صبحٌ والرّدى أصلُ |
والمرءُ إنْ أخطاهُ طالبهُ | لم تُخطِهِ من دهرِهِ الغِيَلُ |
ملقًى على طرقِ الخطوبِ له | من كَرِّها حَلٌّ ومُرتَحَلُ |
أيقودنى أملى فأتبعهُ ؟ | والذّلُّ يصحب من له أملُ |
وعليَّ تستعلي الرّجالُ وما | يبدو لعيني منهمُ رجلُ |
ما لي أُعلَّلُ بالخِداعِ وقد | تردى المعلّلَ دهره العللُ |
"تقذى " جفونى كلُّ " رائقة ٍ " | ويمرُّ فى لهواتى َ العسلَ |
فى كلّ يومٍ صاحبٌ سئمٌ | يلقى على ظهرى فأحتملُ |
وإذا وصلتُ إلى الحسين فدَى | وصلى له الخلاّنُ والخللُ |
ذاك الذي جُمِعَ الولاءُ له | وتشايعتْ فى حبّه المللُ |
في كلِّ عارفة ٍ له قَدَمٌ | ولكلِّ مَكرُمة ٍ بهِ مَثَلُ |
سبطُ الأناملِ وبلهُ ديمٌ | للمعتفين ووِرْدُه عَلَلُ |
والجودُ حيثُ الوعدُ مُفتَقَدٌ | والقولُ معقودٌ به العملُ |
وإذا " أعار " القولَ منطقه | خفتَ الكلامُ وأمسكَ " الزّملُ " |
هذا وكم غمّاءَ خالطَها | والظنُّ فيها شاربٌ ثملُ |
أدّتهُ وضّاحَ الجبين كما | أدّتْ صقال الصّارمِ الخللُ |
ولأنتَ إنْ عدّ امرؤٌ سلفاً | من معشرٍ إنْ فوضوا فضلوا |
المُفْضِلون إذا الورى بَخلوا | والمقدمون إذا همُ نكلوا |
والمعجلو الجردِ العتاقِ ولا الـأرسانُ تمسكها ولا الجدلُ | ـأَرْسانُ تمسكُها ولا الجُدُلُ |
غلبوا على خطط العلاءِ وكم | قد رامها قومٌ فما وصلوا |
لا يطمحون إلى بُلَهْنِيَة ٍ | في طيِّها التّأْنيبُ والعَذَلُ |
وإذا الصَّريحُ عَلَتْ غَماغِمُهُ | وأزلّ من خطواتهِ البطلُ |
مَلؤوا الفضاءَ بكلِّ مُنْصَلِتٍ | مادبّ فى حيزومه الوجلُ |
لله درّك والثّرى ضرجٌ | والبيضُ تهطلُ والقنا خضلُ |
فَلَرُبَّ نازلة ٍ نَدبتَ لها | عزماً تَولَّجَ رَيْثَه العَجَلُ |
ومروّعٍ حصّنتَ مهجته | وقد اشْرَأَبَّ لأخذِها الأَجَلُ |
حيث الرّدى موفٍ بكلكلهِ | ينجاب عنه الثّكلُ والهبلُ |
والسّمرُ فى اللّبّاتِ طائشة ٌ | والبيضُ تكثمُ شطرها القللُ |
هجرَ الحسودُ تباعَ زفرته | وتحسَّرتْ عن صدره الغِلَلُ |
ورآك أسبق إنْ جريتَ ولو | أعطته سبقَ لحاظها المقلُ |
واليأسُ أروحُ للقلوب إذا | كانت إلى المطلوب لا تصلُ |
ما ضرَّ مَن يرضاك جُنَّتَهُ | إنْ حكّمتْ فيه القنا الذّبلُ ؟ |
حسبى دفاعك فهو لى حرمٌ | يَضُفو على سِرْبي وينسدِلُ |
أعليتَ طرفى وهو منخفضٌ | وحميتَ رَبْعي وهْو مُبتَذَلُ |
وبلغتَ بي في العزِّ منزلة ً | كلُّ الورى عن مثلها " نزلُ " |
فلأشكرنّك ما مشتْ " بفتًى | قدمٌ " وحنّتْ للنّوى إبلُ |
وليهنك العيدُ الذى عزبتْ | عنه الهمومُ وأطبقَ الجَذَلُ |
يومٌ تطيح به الذّنوبُ كما | دفع الغُثاءَ العارضُ الهَطِلُ |
فاسعدْ بهِ فالعزُّ مؤتَنَفٌ | بقدومه والمجدُ مقتبلُ |
واسلمْ على نُوَبِ الزَّمانِ وإنْ | شقيتْ بها الأملاكُ والدّولُ |
والعنقُ أولى أنْ يصان وأنْ | يشقى بجمرة ِ دائهِ الكفلُ |