من أسباب رفع البلاء: قراءة سورة الفاتحة وقد سميت بالرقية والشفاء والشافية
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
من أسباب رفع البلاء:قراءة سورة الفاتحة وقد سُميت بالرُّقية والشفاء والشافية[1]
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: انطلق نفرٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سَفْرةٍ سافروها حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يُضيفوهم، فلُدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال: بعضهم لو أتيتُم هؤلاء الرهط الذين نزلوا؛ لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط، إن سيِّدنا لُدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء، فقال بعضهم: نعم والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تُضيِّفونا، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعلًا، فصالحوهم على قطيعٍ من الغنم، فانطلق يتفُل عليه، ويقرأ: ﴿ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾، فكأنما نَشِطَ من عقالٍ، فانطلق يمشي وما به قَلبه، قال: فأَوْفَوْهُم جُعْلَهُمْ الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فنذكر له الذي كان، فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له، فقال: «وما يدريك أنها رقية؟ ثم قالـ: (قد أَصبْتُم اقسموا، واضربوا لي معكم سهمًا)، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ رواه البخاري برقم (2156)، ومسلم (2201).
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (كأنما نَشِط من عقال):
قال الإمام الخطابي: في "شرح البخاري" (2/ 1120): قوله: كأنما نُشِط من عِقال: قد جاء في بعض اللغات: نَشِط بمعنى حَلَّ، وأكثر الكلام على أن يُقال: نَشَطْتُ الشيء: إذا عقدته، وأنشَطْته ـ بالألف ـ إذا حَلَلْته، وفككت عنه.
وقوله: وما به قَلَبَة: ما به داء، وإنما سُمِّي الداء قلبة؛ لأن صاحبه يُقَلَّب من أجله، ليُعالج موضع الداء منه؛ اهـ.
وعن خارجة بن الصلت قال يحيى التميمي: عن عمه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أقبل راجعًا من عنده، فمر على قوم عندهم رجل مجنون، موثَّق بالحديد، فقال أهله: إنا قد حُدِّثنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخير، فهل عنده شيء يداويه؟ قال: فرقيته بفاتحة الكتاب، قال وكيع: ثلاثة أيام، كل يوم مرتين، فبرَأ، فأعطوني مائة شاة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرتُه، فقال: خُذْها فلعمري من أكل برقية باطلٍ لقد أكلت برقيةِ حقٍّ؛ رواه أحمد برقم (21835)، وأبو داود (3901)[2].
[1] راجع: "الإتقان في علوم القرآن" (2/ 354) والله أعلم.
[2] حسنٌ: راجع: "صحيح وضعيف أبي دواد" ـ عقب الرقم المذكور أعلا ـ و"تحقيق المسند" (36/ 155)، والله أعلم.