لمنْ ضَرَمٌ أعلى اليَفاعِ تَعلّقا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لمنْ ضَرَمٌ أعلى اليَفاعِ تَعلّقا | تألّقَ حتّى لم يجد متألّقا ؟ |
إخالُ بِه يَخفَى ويبدو مكانَهُ | وينأى ويدنو فى دجى اللّيلِ أولقا |
كأنّ شموساً طالعاتٍ خلاله | وإلاّ وَرِيساً من مُلاءٍ تمزَّقا |
ذكرتُ به عَصراً تصرَّم طيِّباً | وعيشاً سرقناهُ بوَجْرَة َ مُشرِقا |
وريّانَ من خمرِ الكرى طولَ ليلِهِ | يهونُ عليه أنْ أبِيتَ مُؤرَّقا |
ويحرمُنا منه النَّوالَ تجنُّباً | ويُعرِضُ عنّا بالوصال تَعشّقا |
وشنباءَ تستدعى العزوفَ إلى الصّبا | فيعلقها السّالى الذّى ما تعلّقا |
تضنُّ على الظّامى إليها بريقها | وإنْ هي سَقَّتْهُ الأراكَ المُخَلَّقا |
ولمّا التقينا للوداعِ رقتْ لها | دموعٌ ودمعي يومَ ذلك مارَقَا |
ولمّا مررنا بالظِّباءِ عشيّة ً | علونَ النّقا وهناً بأوفى من النّقا |
سفرن فأبدلن الدّياجى َ بالضّحى | وأجريْنَ من تلك العشيَّات رَوْنقا |
فمسنَ غصوناً واطّلعن أهلّة ً | وفحنَ عبيراً أو سلافاً معتّقا |
وعيَّرْنَني شَيباً سيُكسَيْنَ مِثلَهُ | ومن ضلَّ عن أيدي الرَّدى شابَ مَفْرَقا |
وهل تاركٌ للمرء يوماً شبابه | صباحٌ وإمساءٌ ومنأى ً ومُلْتَقى |
فقلْ للعدا: كَمْ ذا الطَّماحُ إلى الذي | عَلا قبلكمْ نحوَ السّماءِ مُحلِّقا |
أراحَكُمُ ذاك الذي ليَ مُتعِبٌ | ونوّمكمْ ذاك الذى لى َ أرّقا |
ولستمْ سواءٌ وامرؤٌ فى ملمّة ٍ | خَمدتُمْ بها خوفَ الحِذارِ وأَشْرقا |
ولم يقرها إلاّ الصّفيحَ مثلّماً | وإلا الوَشيجَ بالطِّعانِ مُدَقّقا |
وشهّاقة ً ترنو نجيعاً كأنّما | خرقتَ " به " نوءَ الحيا فتخرّقا |
فتحتُ لهمْ قعراً عميقاً كأنّنى | فتحتُ بها باباً إلى الموتِ مغلقا |
تحكّكتمُ منه بصلِّ تنوفة ٍ | ثَوى لا يذوقُ الماءَ فيمنْ تذوَّقا |
يَرُمُّ وما إرْمامُهُ لمخافة ٍ | ويُخشَى الرَّدى ممَّنْ أرمَّ وأطْرَقا |
يمجُّ سماماً من فروجِ نيوبهِ | متى مارقاها القومُ صمّتْ عن الرّقى |
وبحرُ النّدى يَمُّ الرَّدى لمُرِيغِهِ | إِذا صابَ أغنى أو إذا صَبَّ أَغرقا |
وليثاً تَرى في كلِّ يومٍ بجنبهِ | لصرعاه أعضاداً قطعن وأسؤقا |
شديدَ القُوى إنْ غالبَ القِرْنَ غالَهُ | وإنْ طلب الأمر الذى فات ألحقا |
وإن هاجه يوماً كمى ٌّ رأيتهُ | مكبّاً على أوصالهِ متعرّقا |
ففخراً بنى فهرٍ بأنّى َ منكمُ | إذا عيق عن عليائها من تعوّقا |
تطولون بى قوماً كما طلتُ معشراً | بكمْ سابقاً فى حلبة ِ المجدِ سبّقا |
وكنتُ لكمْ يومَ التَّخاصُمِ مَنطقاً | فَصيحاً وفي يوم التَّجالُدِ مَرْفِقا |
ولمّا ادّعيتمْ أنّكمْ سادة ُ الورى | وألصقتمُ بالمجد كنتُ المصدّقا |
ولم تُخفقوا لمّا طلبتمْ نَجابتي | وكم طالبٍ هذى النّجابة َ أخفقا |
وما كان ثوبُ الرّوعِ يوماً عليكمُ | وفى كفّى َ العضبُ اليمانى ُّ ضيّقا |
خُذوا الفخرَ موفوراً صحيحاً أديمُهُ | وخَلّوا لمن شاءَ الفخارَ المُشَبْرَقا |
ولمّا بنيتُمْ ذُرْوَة َ المجد والنَّدى | هزأتمْ بقومٍ يبتنون الخورنقا |
وحَرَّقتُمُ بالطَّعنِ ناراً غزيرَة ً | فأنسيتُمُ مَن كان يُدعَى المحرِّقا |
وحلَّقتُمُ في شامخاتٍ منَ العُلا | فأخزيتمُ من كان يدعى المحلّقا |
وودّ رجالٌ أنّنى لم أفتهمُ | تماماً وأفضالاً ومجداً ومُرتَقى |
وأَنِّيَ ما حُزتُ الفخارَ مُغرِّباً | كما حزتُهُ دونَ الأنامِ مشرِّقاً |
وأنِّيَ ما أنصبتُ في طُرقِ العُلا | قلوباً وأجساماً وخيلاً وأينُقا |
فلا تغضبوا من سابقٍ بلغ المدا | ولوموا الذى لم يعطَ سبقاً فيسبقا |
ولم أرَ من بعد الكمال بناظرى | من النّاسِ إلاّ مغضباً بى َ محنقا |
وماذا على الرّاقى إلى قللِ الذرا | ذُر المجدِبَلْ مَن لم ينَلْها ولا ارتَقى |
فكم أنامزجٌ كلَّ يومٍ قصيدة ً | ومُهدٍ إِلى راوٍ كلاماً مُنَمَّقا |
وليس بشافٍ داءَ قلبيَ مِقْوَلي | وإنْ كانَ مرهوبَ الشّباة ِ مُذَلَّقا |