عجبتُ من الأيام كيف تروعني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
عجبتُ من الأيام كيف تروعني | ومن عَزَماتي تستمدُّ النَّوائبُ؟ |
وكيف ارتجتْ عندي بلوغَ إرادة ٍ | وما مال منّي في الغواية جانبُ |
لقد هذَّبت صَرفُ اللّيالي بصيرتي | وآنسُ شيءٍ بالفؤادِ المصائبُ |
إذا كنت أستعلي بنفسٍ عزيزة ٍ | فلا قامَ أنصارٌ ولا هبَّ صاحبُ |
ورُبَّ حسودٍ يَزْدريني بقلبهِ | إذا رامَ نُطقًا أخرسَتْهُ المناقبُ |
تسربل سربال الليالي وما درى | بأن مكاني ما مشى فيه عائبُ |
وفارقتُ أخلاقَ الزَّمانِ وأهلهِ | فقد عجبتْ أنْ لم تَنَلني المعايبُ |
ومارسْتُ مِن أحوالهمْ ما بطرفِه | أشاهِدُ ما تُفْضي إليه العواقبُ |
إذا لم يكن بالسيف سعيُك للعُلا | فلا دان مطلوب ولا ثار طالبُ |
وكنتُ إذا حاولت قوماً تسفّهتْ | حلومُهُمُ حتّى حَفَتْني السَّحائبُ |
كأنّ الردى ما حُمّ إلا لِصَلْوتي | ولا خُلقتْ إلاّ لأجلي العجائبُ |