عادت إليّ بغيضة ٌ فتودّدت
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عادت إليّ بغيضة ٌ فتودّدت | هَيهاتَ مَن جعلَ البغيضَ حبيبا! |
عادتْ إليّ فخلت أن شبيبتي | خُلِسَتْ وأبدَلها الزَّمانُ مَشيبا |
فكأنني أبصرتُ منها بغتة ً | يومَ الوصالِ منَ الحبيبِ رَقيبا |
وودت أنّ طلوعها مقليّة ً | مَثْنية ً في الناسِ كان غُروبا |
قد كنتِ لي داءً ولكنْ لم أجِدْ | من داء سُقمِك في الرجال طبيبا |
ولحبّذا زمنٌ مضى ما كان لي | قربٌ إليكِ وكنتُ منكِ سليبا |
ياليت من قَدَرَ التّلاقي بيننا | جعل الفراقَ من اللّقاء قريبا |
زمنٌ إذا قاطعتِنا، مُتَبَسِّمٌ | ضافٍ وإنْ واصلتِ كان قَطوبا |
وكأنَّ قلبي وهْوَ غيرُ مُقَلْقَلٍ | مُلئتْ بقُربِك حافَتاهُ وَجيبا |
لو لم تكوني في الزّمان عجيبة ً | ما أبصرتْ عينايَ فيه عجيبا |
وخلوتُ عُمري كلَّه مِن ذنبهِ | فجعلتُ منكِ له إليَّ ذنوبا |
وخَلَفْتِ في جِلدي ولم يكُ دهرَه | إلاّ السّليمَ جرائحاً ونُدوبا |
ولقيتُ فيكِ من العناء غرائباً | وأخذتُ من أدهى البلاءِ ضروبا |
وتركتِ قلبي لا يفيق كآبة ً | وجفونَ عيني لا تملّ نحيبا |
وكأنَّني لمّا أخذتُكِ كارهًا | قَسْمي حُرمتُ وما أخذتُ نَصيبا |
لو كنتِ عيباً واحداً صبرتْ له | نفسي ولكن كنتِ أنتِ عُيوبا |