أشاعرة ٌ بما نلقى ظلومُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أشاعرة ٌ بما نلقى ظلومُ | فما نلقى وإنْ حقرتْ عظيمُ |
ولو صدق الوشاة ُ إليك عنّى | لقالوا إِنّه دَنِفٌ سقيمُ |
أفاقوا من هوًى فلحوا عليه | ومن لا يعرفُ البَلْوى يلومُ |
يلومُ على الهوى مَن ليس يدري | وداداً أنَّه أبداً مُقيمُ |
وناموا والهوى سَقَمٌ دَخيلٌ | طويلٌ لا ينامُ ولا يُنِيمُ |
وليلة َ زارنا منكمْ خيالٌ | وجِلْدُ اللّيل من وَضَحٍ بَهيمُ |
وأحسبُهُ الضَّجيعَ على وِسادي | وما رامَ اللّقاءَ ولا يرومُ |
وكيفَ يزورُ من بلدٍ بعيدٍ | ولاعَنَقٌ هناك ولارَسيمُ؟ |
ومعشوقٍ له نطقٌ رخيمٌ | يُدِلُّ به ومُنْتَطَقٌ هَضيمُ |
لنا من لفظهِ دُرٌّ نَثيرٌ | ومن ثغرٍ له درٌّ نظيمُ |
خلوتُ به وباطنه سليمٌ | بلا دَنَسٍ وظاهرُه كليمُ |
لمنْ طللٌ وقفتُ به سحيراً | أصيحابى وقد هوتِ النّجومُ ؟ |
وللظَّلماءِ في الخضراءِ بُرْدٌ | وُشومٌ بالكواكب أَو رُقومُ |
وعُجنا نحوَهُ والشَّوقُ حادٍ | قلائصَ فى مغانيها القصيمُ |
وكيف سؤالُ رسمٍ "عن فريقٍ" | ولم تعرف فتخبرك الرّسومُ ؟ |
لفخر الملك فى شرف المعالى | محلٌّ لا يُرامُ ولا يَرِيمُ |
وفضلٌ حلّ ساحته خصوصٌ | وأفضالٌ تجلّلنا عمومُ |
خلائقُ كالزُّلالِ العَذْبِ أضحَى | يزعزعه لدى صحرٍ نسيمُ |
وصدرٌ لا يبيت عليه حقدٌ | وَلاَ تَسْرِي بِسَاحَتِهِ السَّخِيمُ |
وبشْرٌ قبلَ أنْ تكفِ العطايا | يُشاهدُه فيستغني العديمُ |
وإنْ قِسناهُ فالتَّبريزُ نقصٌ | لمن يَعدُوهُ والتَّبذيرُ لُومُ |
ألا قلْ للألى ملكوا البرايا | وعشعش فى ديارهمُ النّعيمُ |
وحلّوا كلَّ شاهقة ِ المبانى | منَ العلياء يسكنُها الكريمُ |
وطالتْ فيهمُ أيدٍ إذا ما | تمنّوه كما طالتْ جسومُ |
ملوكٌ ما لهمْ طرفٌ دَنيٌّ | يهابُ به ولا خُلُقٌ ذَميمُ! |
أرونا مثلَ فخرِ الملكِ فيكُمْ | يَقومُ منَ الأمور بما يقومُ؟ |
ومن خضعتْ لغرّتهِ النّواصى | وقيدتْ فى أزمّتهِ القرومُ |
فللَّهِ انبعاثُكَ كلَّ يومٍ | تسومُ منَ العظيمة ما تَسومُ |
على جرداءَ إنْ حبستْ فقصرٌ | وإنْ ركضتْ لِهَمٍّ فالظَّليمُ |
وحولك فى ململة ٍ رجالٌ | ركودٌ فى سروجهمُ جثومُ |
وفى أيديهمُ أسلٌ طوالٌ | لها ذِمَة ٌ إلى الأَرواحِ هِيمُ |
إذا غضبوا رأيتَ الموتَ صِرْفاً | على مُهَجِ الكرامِ بهمْ يحومُ |
وعيدُ النَّحْرِ يُخبرُ أنَّ ظِلاًّ | مَنَنْتَ بهِ على الدّنيا يدومُ |
وقد جادتْ سحائبهُ سُعوداً | ونُعْمى لاتجودُ بها الغيومُ |
فنلْ منه الطّلابَ فكلُّ يومٍ | أَنالَكَ ماطلبتَ أخٌ حميمُ |
فعيشٌ لاتكونُ بهِ مُماتٌ | ودهرٌ لستَ عاذره ملومُ |
وأُمُّ الدّهر ناسلة ٌ ولكنْ | لمثلك أنْ يكون لها عقيمُ |
وما نخشى صروفَ الدّهرِ جمعاً | وأنّك من بواثقها حريمُ |