أظنك من جدوى الأحبة قانطا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أظنك من جدوى الأحبة قانطا | وقد جزعوا بطن الغوير فواسطا |
أصاخوا إلى داعي النَّوى فتحمّلوا | فلم أرَ إلا قاطناً عادَ شاحطا |
كأنَّ قطينَ الحيِّ عِقْدٌ مُنَظَّمٌ | أطاعَ على رَغْمي أكفّاً خَوارطا |
وقفنا فمن جأشٍ يخفُّ صَبابة ً | وجأش امرئ قضّى فخلناه رابطا |
ودمع تَهاوَى لا يُرى الجَفنُ مُترَعاً | بواكفة ٍ حتى يرى منه هابطا |
نجودُ بما نحوي لمن ظلَّ باخلاً | ونعطي الرضا عفواً لمن بات ساخطا |
ومن شغف وليت يوم مخجر | غَشوماً وأَعطيتَ الحكومة َ قاسطا |
أراكَ خَفوفاً في الهوى ثمّ إنَّه اسْـ | ـتحالَ فقد تَمَّ الهوى مُتَثابطا |
وغرّ الثنايارقتهن بلمتي | فواعَدْنَها زَوْراً منَ الشَّيب واخطا |
سوادٌ يُبرِّيني وإنْ كنتُ مذنباً | ويبسطُ من عُذري وإنْ كنتُ غالطا |
ويسكنني حبَّ القلوب وطالما | ألفَّ على ضمّي أكفاًّ سبائطا |
وإني من القوم الذين إذا انتموا | أسالوا من السادات بحراً غطامطا |
يحلّون من أرض المعالي يفاعها | ويابون أهضاماً بها ومهابطا |
وإن زرتهم أفضيت من شجراتهم | بأموالهمْ فمعاطناً ومَرابطا |
وإن يعلطوا بالمرهفات رقابها | إذا كان رب البدن بالنار عالطا |
إذا سالموا زانوا المحافل بهجة | وإن حاربوا في الروع حشوا المآقطا |
وإن بسطوا لم تلق في الخلق ربقة الهدى | وكم أنقذوا من رِبقَة ِ الكفر وارطا |
وكم أقحطوا أرضَ العدوِّ بأذرُعِ | يَفِضْنَ فيُخصِبْنَ البلادَ القواحطا |
وكم ولدوا من لابسٍ مِيسَمَ العُلا | يَبُذُّ وليداً في الجهاتِ الأشامطا |
إِذا ماكريمُ القومِ جارَى فخارَه | أتى طَرَفاً فيه ووافاك واسِطا |
ألا هل أراها ثائرات كأنما | تَعلَّقْنَ في أوراكهنَّ الأراقطا |
بأَيدٍ يَغُلْنَ البعدَ من كلِّ نَفْنَفٍ | ويطوين طى َّ الأتحمى ِّ البسائطا |
بكل غلام من نزار مخففٍ | كسيد الغضا تلقاه أغبر مارطا |
يجوبُ المهاوِي واحداً عن بسالة ٍ | وإنْ كان يدعو معشراً وأراهطا |
تراه إذا خيف التتبع سابقاً | وإنْ رُهِبَ الإقدامُ للقوم فارطا |
إن آنسوا نار الوغى حَدفوا به | جراثيمَها إنْ سالماً أو مُشائطا |
ويغضى فإن عنت لعينيه ريبة ٌ | نَضا الحلمَ عنه آنفاً مُتخامِطا |
وقطع أقرانَ الورَى دونَ همِّهِ | ولن تقطع الأقدار ماكان نائطا |
كأنَّ على عودى سراة حصانه | أخا لِبَدٍ ضمَّ الفريسة َ ضاغطا |
إذا هَجْهَجْوهُ عن ضَمانِ يمينِهِ | أزمَّ وقوراً لا يبالي اللواغطا |
مُلبُّون إنْ يُعرَوْا وقد هتفَ النَّدى | وهيهات ختلي بعدما كنت ناشطا |
ويرجونَ أنْ يَرْقَوْا إلى مثل ذِرْوَتي | وما بَلغوا من دونِ تلك وسائطا |
ألموا بأطراف العلا واحتويتها | فمن كان منهم ذائقاً كنت سارطا |
وماغَبَطَ الحسَّادُ إلاَّ فضيلة ً | وحسْبُكَ مَجداً أنْ تَرى لك غابطا |
مآثر يثقلن الحسود فخامة | ويُعْيِينَ من إِشرافهنَّ الغَوامطا |