ألا لله ما صنع الحمامُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا لله ما صنع الحمامُ | وما وارتْ بساحتها الرّجامُ |
طوى من لا سبيلَ إلى لقاهُ | وإنْ جدَّ التَّطَلُّبُ والمَرامُ |
وكيفَ لقاءُ مَن دهتِ اللَّيالي | وغرّبه صباحٌ أو ظلامُ ؟ |
وهيهاتَ المطامعُ في أُناسٍ | أقاموا حيث لا يغنى المقامُ |
ثَوَوْا متجاورين ولا لقاءٌ | وناجَوْا واعظين ولا كلامُ |
خلقنا للفناءِ وإنْ غررنا | بإيماضٍ من الدّنيا يشامُ |
ونبصرُ ملءَ أعيننا فعالَ الـرّدى وكأنّنا عنه نيامُ | رَدى وكأنَّنا عنه نِيامُ |
" وتحلو " مذقة ُ الدّنيا لحى ٍّ | له من بعدِها كأسٌ سِمامُ |
غَمامٌ من مواعدِها جَهامٌ | وأسبابٌ لجَدْواها رِمامُ |
وما الأحزانُ والأفراحُ فيها | وإنْ طاوَلْنَنا إلاّ مَنامُ |
ولو علمَ الحَمامُ كما علمنا | منَ الدُّنيا لما طَرِب الحَمامُ |
سلامٌ الله غادٍ كلَّ يومٍ | على مَن ليس يبلغُه السّلامُ |
على عبقِ الثّرى خضلِ النّواحى | وإنْ لم يستهلَّ له الغمامُ |
مضى صفرَ الحقيبة ِ من قبيحٍ | غريباً فى صحيفته الأثامُ |
نقى َّ الجيبِ عفَّ الغيبِ "برٌّ" | حرامٌ ليس يألفه الحرامُ |
منَ القومِ الأُلى دَرَجوا خِفافاً | وزادُهمُ صلاة ٌ أو صيامُ |
لهمْ في كلّ مَأْثَرَة ٍ حديثٌ | كما طابتْ لناشِقها المُدامُ |
مَضَوا وكأنَّهمْ، من طيبِ ذكرٍ | تراهُ مُخلَّداً لهمُ، أقامُوا |
تعزَّ أبا على ٍّ فالرّزايا | متى تَعْدوك ليس لها احترامُ |
وما صابتْ سهامُ الموت خلقاً | إذا طاشتْ له عنك السَّهامُ |
وغيرُك مَن تُثقفِّهُ التَّعازي | ويعدلُ من جوانبه الكلامُ |
فإنّك من تجافى العتبُ عنه | وأَعْوَزَ في خلائقه الملامُ |