خلِّها إِنها تريدُ الغميما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
خلِّها إِنها تريدُ الغميما | طالما أنجدَ الصَّحيحُ سَقيما |
ليس ترعَى حتّى تقيمَ بوادي الـ | ـحبّ إلاّ وجيفها والرّسيما |
ليس إلاّ " نجران " إنّا نرى منّا قلوباً بآلِ " نجرانَ " هيما | نا قلوباً بآلِ نجرانَ هِيما |
جنّبوها التّعريسَ حتّى تروها | نازلاتٍ " بحضرموتٍ " جثوما |
يا ديارَ الأحبابِ لا أبصرتكِ الـ | ـعينُ من بعدِ أن حللتِ رُسوما |
إنّ عيشاً لنا خلسناه من أيـ | دى الرّزايا لديك كان نعيما |
أينَ ظبيٌ عهدتُهُ في نَواحيـ | ـكِ دَخولاً حَبَّ القلوب هَجوما؟ |
أَقْصدَتْني عيناهُ يومَ تلاقَيْـ | ـنا بفسحِ الحمى وراح سليما |
والتقطنا من لفظه الدّرَّ نثراً | ورأيناهُ بابتسامٍ نَظيما |
واعتنقنا فكنتُ سقماً هضيماً | ذا نحولٍ وكان حسناً هضيما |
كيف أبغى نصفاً وقلبى َ ولّى | طائعاً للهوى على َّ غشوما |
وإذا قلتُ قد سلوتُ وخلّى الـ | ـحبُّ عنّى لقيتُ منه عظيما |
ليس يُجدي ودمعُ عيني نَمومٌ | ـرُ ولولاهُمُ لكان بَهيما |
ولقد قلتُ والجَوَى يُخرسُ النُّطْـ | ـقَ ذهولاً وحيرة ً ووجوما : |
كيف أمسيتَ راحلاً بفؤادى | وإذا ما دعوتُ قوماً إلى الهبْـ |
لا تلمنى فكلُّ من حملَ الأشـ | جانَ يرضى بأن يكونَ مَلوما |
أيُّ شيءٍ منِّي على راقدِ الطَّرْ | فِ خَلِيٍّ إنْ بِتُّ أرعَى النُّجوما؟ |
وإذا كنتُ بالهوى ذا اعوجاجٍ | فاهنَ دونى بأن تكون قويما |
لا تزدنى بذا الزّمان اختباراً | فلقد كنتُ بالزّمانِ عليما |
أين أهلُ الصّفاءِ كنّا جميعاً | ثمّ ولَّوْا إلفَ الرّياح هَشيما |
رمتهمْ بعد أن توفّاهمُ المو | تُ فما أنْ أصبتُ إلاّ رَميما |
من عذيرى من الزّمان أخى عو | جاءَ أعيا على َّ أنْ يستقيما ؟ |
ليس يعطى البقاءَ إلاّ لمن يسـ | ـلبنّه ذلك البقاءُ حميما |
وغنيّاً ما زالَ صَرْفُ اللّيالي | ـبَثَ حتى رأيتُه مَهدوما |
وسعوداً جرّتْ إلينا نحوساً | وسروراً جنى علينا هموما |
نحنُ قومٌ إذا دُعي النّاسُ للفخْـ | ـرِ إفالاً ندعى إليه قروما |
وإذا ما ثَوَوْا لدى العزِّ في الأطْـ | ـرافِ كنّا عندَ الصَّميم صَميما |
ومتى عدَّدوا محلَّة َ فخرٍ | لم تكنْ تلك زمزماً وحطيما |
من أناسٍ كانوا كما اقترح المجـ | ـدُ جُنوحاً عندَ الحِفاظِ لزوما |
لم يحلّوا دارَ الهوانِ وكانوا | فى المعالى فوق النّجوم نجوما |
لبسوا البيض والرّماحَ دروعاً | لم يصونوا إلاّ بهنَّ الجسوما |
كلّ مستبسلٍ تراه لدى الحر | بِ سَفيهاً وفي النَّديِّ حليما |
لا يحبّ الحياة َ إلاّ لأنْ يغـ | ـنى فقيراً أو أنْ يصون حريما |
وتراه مكلّماً وصفيحُ الـ | ـهند يزدادُ بالضِّراب ثُلوما |
قد حَفظنا ما كانَ جِدَّ مضاعٍ | ودعمنا مالم يكنْ مدعوما |
وبنا استنتجَ الرَّجاءُ وقد كا | |
وإذا هبّت الخطوبُ ولم تكـ | ـفِ كَفَيْنا العظيمَ ثمَّ العظيما |
سَلْ بنا أيُّنا وقد وُزِنَ الأمْـ | ـجادُ أسنَى مجداً وأكرمُ خِيما؟ |
وإذا شانتِ القروفُ أديماً | من أناسٍ من ذا أصحُّ أديما ؟ |
ولنا عزمة ٌ بها نمطر المظـ | ـلومَ عدلاً ونرزقُ المحروما |
والفتى من إذا يهبّ على العا | في سَموماً قومٌ يهبُّ نَسيما |
كم أدارى وقلّما نفع التّعـ | ـليلُ هَمّاً لا يبرحُ الحَيْزوما |
لم أجدْ مُسعداً عليه ومن ذا | مُسعدٌ في الورى الحُسامَ الخَذوما؟ |
ولخيرٌ من أنْ تعيش غبيّاً | باخسَ الحظِّ أن تموت كريما |