أرّقَ عينى طارقٌ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أرّقَ عينى طارقٌ | يا ليتَهُ ما طَرقا |
فبتُّ ليلي ساهراً | أرقبُ ذاك الفلقا |
ملآنَ همّاً وشجاً | ولوعة ً وحُرَقا |
كأنَّ ليلي موقَداً | بغيرِ نارٍ مُحْرَقا |
ليلُ لديغٍ مُوجَعٍ | ما نَجعتْ فيه الرُّقى |
أُغضي وكم أغضَى الفتى | على قذًى وأطرقا |
وأكتُمُ الدَّمعَ وكمْ | جَرى دماً واسْتَبقا |
لا صبرَ لى وكلّما | أمسكتُ صبراً مرقا |
فى ليلة ٍ مرهوبة ٍ | نادمتُ فيها الأَرَقا |
أنفقُ من دمعٍ ومنْ | أصابَ دمعاً أنفقا |
وطال همّى وهوَ ما | طالَ عليَّ الغَسَقا |
مِن نبأٍ أُنبِئْتُهُ | وددتُ أنْ لا يصدقا |
شككت فيه خدعة ً | لمهجتي أو شَفقا |
وطالما شكَّ امرؤٌ | في خُبْرِ ما تَحقَّقا |
نعوا إلى َّ صاحباً | موافقا موفّقا |
يخلصُ لى حيث ترى | في كلِّ صَفوٍ رَنَقا |
فإنْ عرى خطبُ ردًى | فَدى بنفسي ووَفى |
أو سلّ قومٌ فى وغًى | عنّى َ عضباً ذلقا |
وإنْ يخنْ قومٌ وفى | أو كذّبونى صدقا |
ماكنتُ فيه بامرئٍ | أخجل لمّا وثقا |
وفارجٌ بالقول إذ | رأى مَقاماً ضيِّقا |
كيفَ التَّلاقي واللّقا | ءُ بيننا " مشفٍ لقى " ؟ |
ودوننا حقفُ لوًى | يُفضي إلى دِعْصِ نَقا |
فإنْ قطعتُ أبرقاً | وجدتُ دونى أبرقا |
قد كنتَ فينا جَدِلاً | محقّقاً مدقّقا |
مافاتك العلمُ ولا | ضللتَ فيه الطّرقا |
لحقتَ ما طلبته | كم طالبٍ ما لحقا |
وأيُّ ماشِ بينَ أثـ | كانَ لنا مرنَّقا |
لهُ نسيمٌ أرِجٌ | يمسك منّا الرّمقا |
لاتحرِمَنْ محرومَهُ | وارحمْ به من رزقا |
ولا يغرّنك امرؤٌ | في قُلَّة ٍ تحَلَّقا |
فإنَّه يهبطُ مِنْ | عليائها كما رقَى |
يهوى الفتى طولَ البقا | وللفنا قد خُلقا |
انظر إلى الدّهر فكم | فرّق منّا فرقا |
أخلَقَ كلَّ جِدَّة ٍ | وهْوَ الذي ما أخلَقا |
مُنْتضلاً سهامَهُ | تصيب منّا الحدقا |
أَفنى اليمانين وقد | كانوا الجبالَ الشُّهَّقا |
ومضرٌ جهَّزها | إلى المنايا حزقا |
أسْمَنَهمْ ثمَّ انْتقى | عظامَهمْ واعْتَرَقا |
واجتثّ من إعطائهمْ | من كان أعطى الورقا |
من بعد أن كانوا على الـ | ـعافى بحوراً فهّقا |
وقوَّدوا نحوَ طِلا | بِ العزّ جرداً سبّقا |
واستمطروا يوم الوغا | من العوالى العلقا |
فما نُلاقي منهُمُ | إلاَّ رميماً مخلقا |
أيُّ نعيمٍ لم يزلْ | مجمّعاً ما افترقا ؟ |
سقاك ربّى رحمة ً | ورأفة ً إِذا سَقى |
ولا يزلْ قبرٌ به | أنتَ مضيئاً مشرقا |
وإنْ يصبه صيّبٌ | لاطَفَهُ ورقَّقا |
فاذهبْ إلى القوم الألى | كنتَ بهمْ مُستوثِقا |
وردْ ندى حوضهمُ | فى الحشر يوم المستقى |
فلستُ مَعْ جاهِهمُ | عليك يوماً مشفقا |