قباءٌ لها أعلى الرّبى وخيامُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
قباءٌ لها أعلى الرّبى وخيامُ | تُرامُ وهل في الباخلين مَرامُ؟ |
وقفنا فجَفنٌ ماؤه متحدِّرٌ | وجَفْنٌ جفاهُ الماءُ فهْوَ جَهامُ |
وأعجلنا حادي المطايا فما لنا | عليهنَّ إلاّ أَنَّة ٌ وسلامُ |
وما الدّار من بعد الذين تحمّلوا | عن الدّار إلاّ يرمعٌ وسلامُ |
فما لَكِ يا لَمْياءُ في جانبِ النَّوى | تُطيعينَها فينا وأنتِ غَرامُ؟ |
وهجرُكِ صِرْفٌ لا لقاءَ يشوبُهُ | فإنْ عَنَّ يوماً فاللّقاءُ لِمامُ |
تصدّين عنّا ساهراتٍ عيوننا | وما زرتنا إلاّ ونحن نيامُ |
لقاءٌ بجُنحِ اللّيلِ طَلْقٌ محلُّهُ | وفى الصّبحِ محظورٌ على َّ حرامُ |
فخيرٌ من اليقظان من بات نائماً | وخيرٌ من الصّبحِ المنير ظلامُ |
ألا قلْ لمن ملَّ الطّريق إلى العدا | وقد ملّ من مسِّ الرّحال سنامُ |
وللعيس من طولِ الوجيفِ مع الوَجَى | على كلّ ملحوبِ السّراة ِ بغامُ |
لهنَّ وأيديهنَّ تستلبُ المدى | طلًى مائلاتٌ بينهنّ وهامُ |
أَنيخوا بركنِ الدِّين شُعْثَ مَطِيِّكُمْ | وحلّوا فما بعد الهمامِ همامُ |
وقولوا لسُوّاقِ المطايا: تَنازحوا | بعيداً، فهذا منزلٌ ومُقامُ |
أقيموا على منْ وجههُ الشّمسُ بهجة ً | وكفَّاه من فيضِ النّوالِ غمامُ |
فللجود إلاّ فى نواحيه كلفة ٌ | وللمال إلاّ فى يديه زمامُ |
فتًى يهبُ الأموالَ طَلْقاً، وإنما | تجودُ سماءُ القطر حينَ تُغامُ |
ولا ضِيمَ للجارِ المقيم ببابهِ | وإنْ كانتِ الأموالُ فيه تُضامُ |
وكم موقفٍ صعبِ الوقوفِ شهدتَه | وللشّمس من نسج الكماة ِ لثامُ |
وللأرض رى ٌّ من سيول نجيعهِ | وللطّير من لحم الجسومِ طعامُ |
وما لبث الأعداءُ حتّى نثرتهمْ | كما انحلَّ مِن عقدِ الفتاة ِ نِظامُ |
كأنّهمُ صرعى بمدرجة ِ الصّبا | إكامٌ بقاعٍ ليس فيه إكامُ |
وظَنّوا وكم ذا للرِّجالِ طماعة ٌ | نَجاحاً فخابوا يومَ ذاك وخاموا |
وكم حاملٍ يومَ الكريهة قاطعاً | وساعدُه عندَ الضِّرابِ كَهامُ |
وحولكَ ولاّجونَ كلَّ مَضيقة ٍ | نحافٌ ولكنَّ النُّفوسَ ضِخامُ |
وما بذلوا الأرواح إلاّ لأنّهمْ | كرامٌ وما كلُّ الرِّجالِ كرامُ |
وقد علموا لمّا عرا الملك ما عرا | ولجَّ به داءٌ وطالَ سَقامُ |
بأنَّك أصبحتَ الدَّواءَ لدائهِ | ومالك فى شىء ٍ صنعت ملامُ |
وأصلحتَها ماهُزَّ رمحٌ لطعنة ٍ | ولا سلّ فيها للقراعِ حسامُ |
ولُذْتَ بحلمٍ عنهمُ يومَ طيشِهمْ | ينافس فيه يذبلٌ وشمامُ |
ولولا اعتبارُ النّصف عندك لم تكنْ | تُسامُ خلافَ النَّصْفِ حين تُسامُ |
أعِذْنيَ من قولِ الوُشاة ِ ومعشَرٍ | لهمْ كلماتٌ حشوهنّ كلامُ |
فلو شئتَ لم يخدُشْنَ جلدي وطالما | وقيتَ فلم تخلصْ إلى َّ سهامُ |
فشبهُ سقيمٍ من حديثٍ مصحّحٌ | وصدقٌ وكذبٌ في المقال كَلامُ |
فما أنا ممّنْ يركب الأمرَ يجتوى | عليه ويُلحَى عندَه ويُلامُ |
ومالى َ تعريجٌ بدارِ خيانة ٍ | ولا لي على غيرِ الوفاءِ مقامُ |
نفذتَ بدَرٍّ من هوائك أَعظُمي | فليس لها عمرَ الزّمانِ فطامُ |
فما ليَ إلاّ من هواكَ علاقة ٌ | ولا ليَ إلاّ في يديكَ زِمامُ |
وما كنتُ لولا أنَّك اليومَ مالِكي | أرامُ ونجمُ الأفقِ ليس يرامُ |
وكم لى بمدحى فى علاك قصائدٌ | لهنّ بأفواهِ الرّواة ِ زحامُ |
مُرقِّصَة ٌ للسَّامعين نشيدُها | ما رقصتْ بالشّاربينَ مُدامُ |
هَدَجْنَ على القيعان شرقاً ومَغرباً | كما هيجَ في دَوِّ الفلاة ِ نَعامُ |
فلا تخش من جحدٍ لنعماك فى الورى | فنعماك أطواقٌ ونحن حمامُ |
ولا تُدنِ إلاّ مَن خبرتَ مغيبَه | ففى النّاس نبعٌ منجبٌ وثمامُ |
فلا عبثتْ منك اللّيالي بفُرصة ٍ | ولا عاث فى ربعٍ حللتَ حمامُ |
ولا خَصمتْ أيّامُنا لكَ دولة ً | فلم يكُ في حقٍّ أبَنْتَ خِصامُ |
وهنّئتَ بالعيد الجديد ولم تزلْ | يعودُك فِطْرٌ بعدَهُ وصيامُ |
فما كُتبتْ فيهِ عليك خَطيئة ٌ | ولا شانَ من بِرٍّ أتيتَ أثامُ |
وأعطاك يومُ المِهْرَجانِ مسرَّة ً | لها يومُ نقصانِ العطاءِ تَمامُ |
وطالتْ لنا أيّامُك الغُرُّ سَرْمداً | ودامَ لها بعدَ الدَّوامِ دَوامُ |
ولا زال فينا نورُ وجهك ساطعاً | فإنّك شمسٌ والأنامُ قتامُ |