خليلي ألا عجبتما بالقلائص
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
خليلي ألا عجبتما بالقلائص | على حائرٍ في عَرْصَة ِ الدَّار شاخِصِ |
يخال ورسم الحي يخرس نطقه | أخا مِيتَة ٍ لولا ارتعادُ الفرائصِ |
ولما تولوا يحملون قلوبنا | على ارتكاب بالحدوج رواقص |
ظَلِلْنا بذي الأَرْطَى كأنَّ عيونَنا | مزاد أضلتهن راحة عافص |
نُقاسِمُهم شطرَ العيون فماتَرى | منَ القوم إلاّ ناظراً بتَخاوُصِ |
ونلثمُ في رَبْعِ الّذينَ تحمَّلوا | من التراب آثار الخطا والأخامص |
بنفسي وإنْ لم أرضَ نفسي أوانِسٌ | يفتلن في جنحٍ عقود العقائصِ |
عفائف يكتمن المحاسن كلها | وينظرن وهناً من عيون الوصاوص |
فراق لنا لم يدعه نعق ناعق | ومنصدع لم يجنه قبص قابصِ |
ومن ذا الذي تبقى على الهجر والنوى | مودَّتُهُ غيرُ المحبِّ المخالصِ |
وزار على مجدي ولم أرزارياً | على الفضلِ إلاّ مُثْقَلاً بالمناقِصِ |
ألا لا تُفاحِصْنِي فتعلمَ أيُّناً | يروح ويغدو خازياً بالمفاحص |
وكيفَ تُساميني وظلُّك قالصٌ | وظلي على سوحِ العلا غير قالصِ؟ |
وأنتَ حريصٌ أن يقالَ مؤمِّلٌ | وإنِّي على كسب العُلا غيرُ حارِصِ |
وأبْني أهاضيبَ المكارمِ والنَّدى | وأنتَ مُعَنَّى بابتناءِ القَرامِصِ |
بَني عَمِّنا كم نَكْظَمُ الغيظَ منكُمُ | على لاذعات بيننا وقوارصِ؟ |
وددتم بان المجد أصبح شاردا | وليسَ لنا فيهِ اقتناصٌ لقانِصِ |
وماذا عليكم من علا رتباتكم | ولم تبتنوها في أجلٍّ المراهص |
وتطوون منا ماقضى الله نشره | وماضرّ ضوءَ الصُّبحِ إنكارُ غامِصِ |
تعالوا نعد النجر والسنخ واحدٌ | فماذا وقد تناكم بالخصائص |
تعالوا نعدُّ الفخر منا ومنكم | لننظر أولانا برجع النقائصِ |
فما لكُمُ مجدٌ سِوى مالِ باخلٍ | ولافيكُمُ مدحٌ سوى قولِ خارِصِ |
وما أنتُمُ بخلُ البطونِ لزادِكمْ | ولكن لأزاودِ البطون الخمائص |
بَني عمّنا كم تُسرحون بِهامَكمْ | بعَقْوَة ِ مفتولِ الذِّراعِ قُصاقِصِ |
وكم تحملونا كل يوم وليلة | على ظهرِ جمَّاحٍ منَ الشَّرِّ قامِـصِ |
يُعَنُّ فيجري مِلْءَ كلِّ فروجِهِ | ويتلى غداة الجري منه بناكص |
أفي الحق أن نمشي الضراء وأنتم | تدِبُّون مِن خَلْفي دَبيبَ الدَّعامِصِ |
ونَرضَى بدون النَّصْفِ منكمْ وأنتُمُ | تلطون إلطاط الغريم الملاوصِ |
ولم تعطسوا لولاى إلا بأجدع | ولم تنظروا إلا بعميٍ بخائص |
ولم تركبوا إلا قرا كلِّ ظالعٍ | أجبَّ سنام الظهر بالرحل شامص |
صلوا الحسب الماضي بما لا يشينه | فكم ذي نجار خالصٍ غير خالصِ |
ولاتحصلوا من جانب الفخر كلهِ | على أوَّلِ زاكٍ وأصلٍ مُصامِصِ |
وكونوا ابتداء الفخر لاغابة له | وثَبْتِينَ في مرأى ً وفي فحصِ فاحِصِ |
كأني بها تختال بين صفائحٍ | رقاقٍ وأرماحٍ طوالٍ عوارصِِ |
تسدّ فجاج العذر منا ومنكمُ | فليس إلى عُذرٍ مَحيصٌ لحائِصِ |