التخصص.. بدعة أم حاجة؟
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
الصفحة الأخيرة
التخصص بدعة أم حاجة؟ !
د. مالك إبراهيم الأحمد يصف الكثير من الكُتاب المعاصرين عصرنا هذا بأنه عصر التخصص وذلك في كثير من كتاباتهم في شؤون الحياة العلمية والعملية، فهذا مدير وهذا عالِم وهذا خطيب وهذا كاتب ...
الخ.
وذلك بخلاف الأزمنة السابقة حيث نجد العلماء الموسوعيين الذين يجمعون الكثير من الفنون. وعند الحديث عن الدعوة الإسلامية، ينبغي استحضار هذه النظرية، وهي أنه نظراً لتشعب العلوم الإسلامية، ومجالات الدعوة الإسلامية، وصعوبة الحياة وتعقدها، وتقارب البلدان والثقافات، أصبح من اللازم تطبيق هذه النظرية على العاملين في هذا المجال، أي أنه لابد من تخصص الداعية في فرع يجيده ينفع به المسلمين، ويثري هذا الجانب. فنحن نريد دعاة متخصصين في كل مجال من مجالات الدعوة الإسلامية في الوقت الحاضر مثل: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التربية، الخطابة، الوعظ، الإدارة والقيادة، الكتابة، التعليم الشرعي، وغيرها، حيث تكون خطواتنا متزنة نظراً لأن العاملين في كل باب هم من المتخصصين فيه مما يتوقع منه إثراء مجالات الدعوة، وإبراز المواهب الإسلامية، وإعطاء الدعوة دفعة قوية للأمام. ولا يعني هذا التخصص الجامد بحيث لا يجيد الداعية شيئاً غير تخصصه بل لابد من إلمامه في كثير من جوانب الدعوة وأساليبها، لكنه على علم صحيح بجانب يكون مرجعاً فيه، ومع هذا نحن لا نضيق بوجود علماء أفذاذ يتمتعون بمشاركة في كثير من المجالات العلمية تؤهلهم للقيادة، لكن الحديث هنا على مجموع الدعاة العاملين في الميدان الإسلامي الكبير.